منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الإصـلاح التعليمي .. متى يتجـاوز العتبات؟

    admin
    admin
    ادارة عامة


    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    GMT + 7 Hours الإصـلاح التعليمي .. متى يتجـاوز العتبات؟

    مُساهمة من طرف admin 8/12/2009, 19:08

    الإصـلاح التعليمي .. متى يتجـاوز العتبات؟

    مع كل حكومة نسمع عن الأوراش الكبرى. ولا بد أن يكون التعليم ضمنها يتصدر للأسف قائمتها بامتياز.
    تتعاقب الحكومات، ويبقى السؤال معلقا، حول ما تحقق، وما لم يتحقق في قطاع التعليم، حتى إشعار آخر، دون معرفة على الأقل، في أي محطة وصل قطاره المتعثر.
    ترى، ماذا تحقق طيلة هذه العقود من الجعجعة حول إصلاحه؟
    فهل بوسع البرنامج الاستعجالي، الذي يراد من ورائه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خلال بضع سنوات (أربع سنوات)، أن يصلح ما أفسده الدهر في الجسم التعليمي؟
    إذا تجاوزنا نسبة التسجيل، التي ما فتئت الحكومات تزايد بها، على بعضها البعض، فعمَّ يمكننا التحدث بشأنه؟
    وإذا تجاوزنا الحجرات المبنية والطاولات والإطعام المدرسي وكم وجبة وكذا الأيام التي يستفيد منها التلاميذ خلال السنة...فعمَّ يمكننا أن نتحدث؟
    بعد نجاح مبادرة «المليون محفظة» التي نأمل أن تستمر وتتطور أكثر، وفي إطار الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي، قامت الوزارة، بتنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم والجمعية المغربية لدعم التمدرس، ببلورة تجربة لفائدة أسر معوزة، من الوسط القروي، تستفيد من دعم مالي يوزع كالتالي، 60 درهما لتلاميذ المستوى الأول والثاني، و80 درهما للثالث والرابع، و100 درهم للخامس والسادس.
    في الواقع ذكرتني هذه المبادرة على أهميتها جزئيا، بذلك الأب المسن الممتنع عن أداء فريضة الصلاة، فاحتار أبناؤه في أمره ولم يجدوا غير التعاقد معه؛ الصلاة مقابل مبلغ مادي كل شهر. فوافق على الفور. مرت سنوات، فظنوا أنه لم يعد بحاجة للمال لكي يصلي، فأوقفوه عنه، فاستهزأ منهم قائلا: لقد كنت أصلي طيلة هذه الأشهر بدون وضوء.
    أكثر من سؤال يطرح حول المسار الذي يتبعه الإصلاح التعليمي، منذ عقود:
    فإلى متى تظل المعالجة لا تتجاوز العتبات الأولى، وتهم الهياكل البرانية لهذا الورش الأساس؟
    إلى متى يظل الوصف والتشخيص يستأثر بالنصيب الأوفر، دون تناول قضاياه الجوهرية، بالتحليل والمعالجة الجادة؟
    فخلال هذا الموسم بالذات من البرنامج المذكور، والذي أفرد بحملة دعائية هامة زيادة على ميزانية معتبرة، ربما غير مسبوقة، لتنزيل مقتضياته ، سجلت العديد من الاختلالات، التي تضرب العملية التعليمية في مقتل. نذكر بعضا منها على سبيل المثال.
    أخطرها ، مسألة «الكوطا» سيئة الذكر، التي يتم تغييبها عنوة في كل المبادرات الإصلاحية، ولا يلتفت إليها بتاتا. ذهب الزمن الذي كان فيه الأستاذ سيد قراره، في انتقال التلاميذ، وتكرارهم، بل وحتى فيمن لا علاج له غير الطرد.
    كان ذلك يوم كانت الإرادة السياسية عاقدة العزم بجد على الجودة والكفاءة. فلا يمكن أن يتم الانتقال إلا لمن كان أهلا له وزيادة، حتى لو تطلب تكراره في نفس المستوى خمس سنوات بالتمام والكمال. ولا أعتقد أحدا من الجيل السابق يجهل هذه الحقيقة.
    أما في زمن الاستعجال، فالشعار الذي يختزل العملية برمتها هو النجاح، ومن سولت له نفسه من المدرسين أن يعترض سبيل أكثر مما هو محدد له في التكرار، فعليه تحرير تقرير في الموضوع. من هنا نجد الكوارث في كل المستويات. أقسام يتجاوز عدد تلاميذها الأربعين والخمسين، وبالكاد تعثر على خمسة أو ستة لهم القدرة على فك شفرة الحروف الأبجدية، والباقي كومبارس بتعبير الدامون في إحدى مقالاته المعتبرة. يحز في النفس أنهم لا يفقهون شيئا، ولكن ما باليد حيلة. فإلى اليوم، وقد مر على الدخول المدرسي أكثر من شهرين، لا يزال التلاميذ في أكثر من مؤسسة، بدون أساتذة، في مواد مطالبين بها في الامتحانات الجهوية. هذا دون الحديث عن إجازات الولادة، والشواهد المرضية الطويلة. ولا أمل في تعويضهم.
    معضلة أخرى تتعلق بالاكتظاظ الذي فاق هذه السنة كل التوقعات. فما معنى أن يتكدس أكثر من خمسين تلميذا في حجرة واحدة؟ وما معنى ثلاثة إلى أربعة في طاولة واحدة؟ ولنا أن تتصور حال الأستاذ، وحال أطفال حديثي عهد بالمدرسة، لا يعرفون كيف يمسكون بالقلم.
    الشيء بالشيء يذكر، فلهذا الاكتظاظ انعكاس سلبي آخر على المستويات العليا. إذ تم الاستغناء عن التفويج، الذي لا غنى عنه، في المواد العلمية. فأنى للتلميذ أن «يشم رائحة الجودة المنشودة، لأزمة هذا الإصلاح، في غياب هذا المعطى الأساس؟ فأبسط قواعد اللعب تفترض معادلة بسيطة: التشجيع على التمدرس يجب أن تواكبه بنية تحتية تستوعبه. اللهم إذا كان الهدف المبطن، المدرسة العمومية قنطرة، لا بد من المرور عبرها، أما الحصيلة فلا تسل عنها. من هنا تكرس الحديث عن التكوين وإعادة التكوين للحاصلين على الشواهد العليا. فماذا تعلموا خلال مسيرتهم الدراسية، التي اقتطعت عقودا من أعمارهم؟
    فهل يعتقد أن تعليما هذا سقف إصلاحه، أن يغير شيئا من المراتب المتدنية التي تشرفنا بها المنظمات الدولية؟ و لكم أن تتصوروا وضع الأستاذ، في العمق المغربي، وهو يريد تقريب مضمون هذا النص.
    ومن ثم يبقى الخروج من عنق الزجاجة رهين الإرادة السياسية، بانتقال الإصلاح من الكم إلى الكيف، إلى جوهر الإشكالات بدل الالتفاف عليها، والاقتصار
    على حواشيها. فالوضع بات أخطر من أي وقت مضى، أمام الأفواج المتخرجة من المدارس. فلا هي علمتهم ما يكفل لهم الحد الأدنى من التعليم، ومن ثم العيش الكريم، ولا هي تركتهم يهيمون في دروب الحياة، لعلهم يتعلمون ما يحفظ ماء وجوههم، بتعلم حرفة من الحرف.




    ذ. بوسلهام عميمر - أستاذ في التعليم الابتدائي
    المساء التربوي

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 14:39