منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    علاقة الطفل بالراشد بين المناهج التقليدية والمناهج الحديثة

    حاتم التربوي
    حاتم التربوي
    عضو برونزي
    عضو برونزي


    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    GMT + 4 Hours علاقة الطفل بالراشد بين المناهج التقليدية والمناهج الحديثة

    مُساهمة من طرف حاتم التربوي 10/5/2010, 17:19

    علاقة الطفل بالراشد بين المناهج التقليدية والمناهج الحديثة

    إن للتربية حدان ، الحد الأول هو الفرد في صيرورة نموه بيولوجيا ونفسيا، والحد الثاني وهي القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي على المربي أن يلقنها له.
    في المناهج التقليدية لم يفكر الراشد إلا في الحد الثاني، فتصور التربية وكأنها مجرد نقل للقيم من جيل إلى آخر، كما اهتم بأهداف التربية أكثر من اهتمامه بتقنياتها، اهتم بالرجل الكامل وليس بالطفل وقوانين تطوره. وهكذا اعتبر الطفل كرجل صغير يجب تعليمه وتهذيبه أخلاقيا والعمل على مماثلته مع النماذج الراشدة بأقصى سرعة ممكنة.
    أما المناهج الحديثة فتأخذ بعين الاعتبار طبيعة الطفل الخاصة وتعتمد على قوانين النشوء النفسي للفرد وقوانين تطوره.
    فكيف تحدد العلاقة إذن بين الطفل والراشد انطلاقا من هذين المنظورين للمناهج؟
    إذا كانت علاقة الراشد بالطفل علاقة أحادية الجانب ففي هذه الحالة يكون الطفل مطالبا بأن يتلقى من الخارج ثمرات معرفة الراشد وأخلاق وقيم جاهزة تماما. وتكون العلاقة التربوية قائمة على الضغط من جهة وعلى التلقي من جهة أخرى. وتكون الدروس والتمارين مفروضة ونسخا لنموذج خارجي أكثر مما تكون نشاطا حقيقيا وبحثا تلقائيا وشخصيا. ويكون المتعلم متشبعا في أعماقه بأخلاقيات قوامها الطاعة أكثر من الارادة الذاتية.
    أما إذا كانت علاقة الراشد بالطفل علاقة تبادلية، يميل الطفل إلى الاقتراب من حالة الراشد لا بتلقي المعرفة وقواعد الفعل الحسن جاهزة تماما، وإنما باكتسابها من خلال مجهوده وتجربته الشخصيتين. فبقدر ما نفهم الطفل ونموه الذهني في ديناميته بقدر ما نجعل علاقتنا بالطفل علاقة تبادلية. وبالتالي فالمجتمع يتطلب من هذه الأجيال القادمة أكثر من التقليد والتلقي بل الاغتناء بهم.
    إننا إذن إمام توجهين إما تكريس سلبية المتعلم في النموذج الأحادي أو تكريس فاعلية المتعلم في النموذج التبادلي.
    وفي نظامنا التعليم المغربي فإننا ما زلنا بعيدين عن تبني الاتجاه المعتمد على العلاقة التبادلية رغم كل ما جد واستجد في حقول التربية وعلم النفس الطفل. ورغم إيماننا العميق بالتوجه التبادلي للعلاقة بين الراشد والطفل ما زالت لدينا بقايا أثرية أو أركيولوجية من العهد القديم عهد التوجه الأحادي التقليدي في تربيتنا. والسبب يعود إلى التصورات المتحجرة للمجتمع وإلى السلطة السياسية في البلاد وموقفها من المدرسة كأداة لإعادة إنتاج المجتمع والحفاظ عليه وتكريس الواقع وليس باعتبار المدرسة كأداة للتفاعل مع المجتمع تتبادل معه التأثير والتأثر. وهذا هو النموذج الغربي حيث المدرسة تسعى لتغيير المجتمع بقدر ما يسعى المجتمع إلى التأثير في المدرسة وتمرير قيمه لبلوغ الكمال من حيث الحداثة والدمقراطية وتقديس قيم العلم والمعرفة لأنها أساس استمرار وحياة المجتمع.




    محمد أزوض

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 00:14