الرئيسية
أحدث الصور
مابعد الباكالوريا
تعد فترة مابعد الحصول على الباكالوريا الاكثر معاناة بالنسبة للتلاميذ الحاصلين على هذه الشهادة وعائلاتهم . ان اختيار المؤسسة التعليمية اصبح يرتبط بعدة شروط من بينها المعدل المحصل عليه ولوائح الانتقاء ومباريات الالتحاق . وتلك مراحل يجد التلميذ نفسه تائها وسط متطلباتها وآجالها ومحدودية طاقاتها الاستيعابية .وهنا نشير الى ملاحظتين:الاولى أن وسائل الاعلام العمومية ، السمعية والبصرية ، لاتلعب دورها في ايضاح الخيارات الممكنة امام التلميذ ، وبدل أن تقدم خدمتها العمومية في هذا المجال ، نجدها لا تدرج في برامجها ما يفيد تلامذتنا ويوضح لهم المسارات الملائمة. واقصى ماقام به التلفزيون الى الآن هو وصلات اشهارية لبعض مؤسسات التعليم العالي خاصة التي تنتمي للقطاع الخاص .
الملاحظة الثانية، هناك سرعتان متفاوتتان بالتعليم ، من جهة نمو مطرد لاعداد الناجحين في الباكالوريا وخاصة قطب الشعب العلمية والرياضية والتقنية ، ومن جهة ثانية لاتسير البنيات المؤسساتية العمومية بسرعة تستوعب معها هاته الاعداد . وللاشارة إن هناك نوع من التعليم الخصوصي بالقطاع يتربص ب«فائض» العمومي ويستنزفه ماديا دون حسيب ولارقيب.
إن عدم مرافقة التلاميذ إعلاميا وبسط الخيارات الممكنة أمامهم ، ليس فقط بالنسبة للذين اجتازوا امتحان الباكالوريا، بل حتى الذين رسبوا ، من شأنه أن يخلق خارطة تستوعب هذه الاعداد الهائلة التي تنهي تعليمها الثانوي، وتساعد على معرفة الخصاص الكمي والنوعي في مؤسسات التعليم العالي. إنها احدى النقط الاستعجالية التي يجب الانتباه اليها في المنظومة التعليمية المغربية.
مصطفى العراقي
1/7/2010
1/7/2010