إبـن رشـد
( 1126- 1198 )
( 1126- 1198 )
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هجرية في مدينة قرطبة بالأندلس في أسرة توارثت الفقه والقضاء فكان جده وأبوه من أئمة المذهب المالكي والقضاء، اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، توفي سنة 1198 ميلادية.
درس ابن رشد الشريعة الإسلامية على طريقة الأشعرية وتخرج في الفقه على مذهب الإمام مالك، ودرس الفلسفة على ابن بشكوال وبعض علماء عصره، والطب على أبي جعفر هارون.
سنة 1153 ترك الأندلس إلى مراكش وقصد بلاط المؤمن ثاني أمراء الموحدين، ولكنه لم يتصل به بل اتصل بابنه السلطان ابن يعقوب يوسف الذي طلب أن يشرح له كتب أرسطو ففعل.
سنة 1169 تولى القضاء في إشبيلية ثم في قرطبة. وحين استقال ابن طفيل من طبابة الخليفة اقترح أن يخلفه ابن رشد في منصبه فتم ذلك، ولكنه لم يلبث أن عين قاضي القضاة في قرطبة.
لقي عند السلطان الجديد أبي يوسف يعقوب، الملقب بالمنصور، كل إكرام وتقدير حتى أصبح " سلطان العقول والأفكار، لا رأي إلا رأيه، ولا قول إلا قوله" ولكن هذا التقدير أوجد له خصوما وحسادا كثرا، اتهموه بالكفر والزندقة، مما اضطر السلطان إلى مسايرة الفقهاء. فنفى ابن رشد وتلامذته إلى قرية اليسانة اليهودية بعد أن أحرق كتبهم الفلسفية التي تبحث في الطب والرياضيات ( النكبة أو المحنة سنة 1195). عفا السلطان عن ابن رشد واستقدمه إليه فأكرمه وقربه، ولكن الفيلسوف لم يهنأ بهذا العفو فأصيب بمرض لم يمهله سوى سنة واحدة.
كان فيلسوفا، طبيباً، وقاضي قضاة.. كان نحويا. لغوياً، محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي وحبيب ويتمثل به في مجالسه.. وكان إلى جانب هذا كله. متواضعاً، لطيفاً، دافئ اللسان، جم الأدب، قوي الحجة، راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء "الموحدين" وعلى جبينه أثار ماء الوضوء.
لم يجلس "ابن رشد" على عرش العقل العربي بسهولة ويسر، فلقد أمضى عمره في البحت وتحبير الصفحات، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.