مطالب أزيد من 3000 أستاذ تراوح مكانها
ما زال الملف المطلبي لأساتذة فئة 3 غشت يراوح مكانه، رغم سلسلة من الاحتجاجات القوية التي دشنها نساء ورجال التعليم من الفئة المذكورة خلال السنتين الأخيرتين.فمنذ أن نظمت وزارة التربية الوطنية مباراة لتوظيف أساتذة في التعليم يوم 3 غشت 2009 في إطار ما جاء به المخطط
الاستعجالي من أجل سد الخصاص المهول في التعليم المدرسي، وبعد عملية الانتقاء الأولي، اجتاز المتبارون مباراة كتابية في علوم التربية ومواد التخصص أسفرت عن توظيف أزيد من 3000 أستاذ، وخلال هذه الفترة تلقى الأساتذة خمس دورات تكوينية في علوم التربية والديداكتيك والتشريع الإداري، مع العلم أن هذا التوظيف جاء على شكل فترة تعاقد مع الأكاديميات مدتها أربعة أشهر.
وحسب يوسف أودمين، عضو التنسيقية الوطنية لأساتذة 3غشت، فإنه من المفروض أن تحتسب هذه المدة في الأقدمية العامة للترقي، غير أن الوزارة حذفت هذه الفترة واعتبرت الإدماج في سلك التعليم لهذه الفئة ابتداء من فاتح يناير 2010، وهو ما اعتبرته التنسيقية حيفا في حقها.
وأضاف أودمين، أن هذه الفئة عانت الأمرين لأزيد من سنة ونصف، إذ لم تتوصل بمستحقاتها المادية إلا بعد هذه المدة غير أن "المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد، بل مازالت وضعيتهم الإدارية معلقة إلى يومنا هذا، خاصة ما له علاقة بالترسيم واحتساب فترة التعاقد في الأقدمية العامة". كما اعتبر أحمد أيت بنقدور، عضو التنسيقية الوطنية لأساتذة 3 غشت هذه "الوضعية تتنافى والتشريعات المعمول بها في القطاع، وهو ما أدى بهذه الفئة إلى الدخول في سلسلة من الإضرابات التي تجاوزت 60 يوما مرفوقة باعتصامات على مستوى النيابات الإقليمية والأكاديميات الجهوية على الصعيد الوطني وأمام الوزارة للمطالبة بمجموعة من الحقوق من قبيل الترقية واحتساب الأقدمية العامة في الترقي والانتقال.
وقال أيت بنقدور في تصريح لـ "الصباح" إنه للأسف الشديد، تعاملت الوزارة الوصية مع مطالب هذه الفئة بنوع من الاستخفاف وسياسة صم الآذان، وأضاف "أننا عازمون على خوض أشكال نضالية مشروعة غير مسبوقة لتحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة وتحمل الوزارة كافة المسؤولية لما ستؤول إليه أوضاعنا".
يذكر أن أساتذة 3 غشت نفذوا، أخيرا، سلسة من الوقفات الاحتجاجية والإضرابات، كان آخرها إضراب لمدة أربعة أيام مصحوب باعتصام أمام النيابات الإقليمية والأكاديميات للمطالبة بتسوية وضعيتهم الإدارية والمالية واجتياز امتحان الكفاءة التربوية في شقها العلمي فقط قبل متم دجنبر 2010، واحتساب قرار توظيف ابتداء من 02 شتنبر 2009، بالإضافة إلى المطالبة بتغيير الإطار من سلك الابتدائي للثانوي كحق مشروع وعادل. كما نظم الأساتذة بكل الأقاليم التابعة لجهة كلميم السمارة، أخيرا، وقفات احتجاجية أمام النيابات الإقليمية، للتضامن مع هذه الفئة واستنكار الوضعية المزرية التي تعيشها.
واستنادا إلى مصادر موثوقة من داخل التنسيقية الوطنية، فإنه في حالة ما لم تعجل الوزارة بحل فوري وجذري لملف فئة أساتذة 3 غشت، فإنه من المنتظر أن تسطر التنسيقية المذكورة برنامجا نضاليا غير مسبوق، تزامنا مع الحراك المجتمعي الذي يشهده المغرب والذي تقوده حركة 20 فبراير.
إبراهيم أكنفار (كلميم)