ضعف التمكن من الكفايات اللغوية أحد الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي (ندوة)
الرباط 20-10-2009- أكد المشاركون في الندوة العلمية، التي انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء بالرباط، حول آفاق تدريس اللغات بالمغرب، أن ضعف التمكن من الكفايات اللغوية لدى المتعلمين، وما ينجم عنه من تعثرات تعيق التعلمات الأخرى، يعد أحد العوامل الرئيسية المسببة للهدر المدرسي.
وأضاف المشاركون في هذه الندوة، التي ينظمها المجلس الأعلى للتعليم على مدى يومين في موضوع "تدريس اللغات وتعلمها في منظومات التربية والتكوين .. مقاربات تشخيصية واستشرافية"، أن ضعف التحكم في اللغة لدى خريجي الجامعات ومراكز التكوين يساهم كذلك في محدودية الأداء البيداغوجي للمدرسين مما ينعكس سلبا على كفايات المتعلمين.
وفي هذا السياق، أبرز السيد عبد الرحمان الرامي مدير المختبر الدولي للبحث في التربية والتكوين، في عرض خلال الجلسة العامة التي تناولت موضوع "تدريس اللغات وتعلمها في منظومة التربية والتكوين"، أن الجهود البيداغوجية والإصلاحات الجوهرية الرامية إلى تحسين جودة التعليم، "شابها في بادئ الأمر تذبذب في مسار نجاح مسلسل التعريب".
وعزا السيد الرامي، خلال هذه الجلسة التي ركزت على تدريس اللغات وتعلمها من خلال مسار الإصلاحات التعليمية بالمغرب، "هذا التذبذب إلى تداخل بين السياسة التعليمية ومخطط التعريب في المغرب وتباعد الرؤى المؤطرة لإصلاح التعليم"، مذكرا، في نفس السياق، بإحداث معهد الدراسات والأبحاث للتعريب سنة 1960 قصد تيسير مخطط التعريب.
من جانبهم، أجمع المشاركون على أن تعثر عملية التعريب تعود إلى غياب استراتيجية محددة وواضحة لدى تفعيل هذه العملية، مؤكدين على أن التعريب لم يكن سببا رئيسيا في انخفاض جودة التعلمات في اللغات الأجنبية، نظرا لما واكب ذلك من إجراءات كدعم الحيز الزمني لتدريس اللغة الفرنسية بالنسبة للشعب العلمية لتمكين المتعلمين من متابعة دراساتهم الجامعية.
من جانب آخر، شدد المشاركون على ضرورة الاستناد إلى الخيار اللغوي الذي رسمه الميثاق الوطني للتربية والتكوين بوصفه الإطار المرجعي للإصلاح التربوي، مع الأخذ بعين الاعتبار المبادرات المصاحبة، كإحداث وتنظيم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأكاديمية محمد السادس للغة العربية.
كما أكدوا على أهمية التسريع بوتيرة تفعيل الاصلاحات المتعلقة بالتعدد والانفتاح اللغوي في مختلف المستويات والأسلاك الدراسية للمنظومة التربوية الوطنية في انسجام مع تنوع المشهد الثقافي واللغوي المغربي.
يذكر أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة إلى الرقي بمستوى الكفايات اللغوية التي يسهر عليها المجلس الأعلى للتعليم منذ حوالي سنة، والتي تتشكل أساسا من الدراسات التشخيصية والموضوعاتية، وتنظيم الورشات المتخصصة حسب اللغات العربية والأمازيغية والأجنبية المعتمدة في المنظومة التربوية، إلى جانب ورشة التكوين المهني والورشة الأفقية للغات والدراسة المقارنة لنماذج من التجارب الدولية.
وتنظم هذه الندوة بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، واللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة.