الرئيسية
أحدث الصور
مع قهوة الصباح
بإصرار غريب، تواصل سميرة سيطايل، مديرة قسم الأخبار بالقناة الثانية، بمساعدة ذراعها الأيمن توفيق الذباب، تقديم أغرب وأسوأ نشرة أخبار في العالم، إلى درجة أنها تستحق أن تسمّى «نشرة اللا أخبار»، ليس تيمّنا بنشرات «الخير والنماء» التي ازدهرت في القناة الأولى على أيام الجمع بين وزارتي الداخلية والإعلام، وإنما لأنها تستحق هذه التسمية فعلا بحكم أنها اختارت أن تبتعد عن إخبار المواطنين بما يهمهم ويدور في محيطهم القريب والبعيد، وتكتفي بتقديم التقارير المصوّرة أو أخبار الحوادث كأساس لنشراتها الإخبارية، ملغية كل الأخبار الحقيقية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي لم يعد ممكنا للمواطن الاطلاع عليها إلا عبر بعض الجرائد اليومية والأسبوعية.
قبل يومين، مثلا، كان هناك خبر يتعلق بقرار الإضراب الذي اتخذته أربع مركزيات نقابية في قطاع التعليم يوم الخميس المقبل، وهو خبر هام لأنه يقع في قلب الجدال الذي تعرفه بلادنا في هذه الآونة بخصوص المنظومة التعليمية ووضعية رجال التربية والتعليم، إضافة إلى انعكاس الزيادات المتوالية في الأسعار على القدرة الشرائية للمواطنين؛ وبدل إيراد الخبر في بداية النشرة ودعوة ممثلين عن النقابة ووزارة التربية والتعليم أو الحكومة ككل لتوضيح أسباب الإضراب وعلاقته بتعثر الحوار الاجتماعي والظرفية الاقتصادية الراهنة، اختارت «دوزيم» أن تبدأ نشرتها بحادث سقوط رافعة على أربعة عمال للبناء في سلا الجديدة؛ أما خبر الإضراب فقد أجّلته إلى نهاية النشرة لتقدمه مع المختصرات السريعة.
هذه الطريقة في التعامل مع الخبر من قبل الإعلام العمومي المسموع- المرئي تدلّ على أن هناك انتكاسة حقيقية طالت هذا الإعلام بعد خطوات تفتّح خجولة راهن عليها البعض لتطويره، لكن يبدو أن عوامل الجذب إلى الخلف قد تغلّبت في النهاية ولم يعد إعلامنا العمومي يختلف عن إعلام الدول المتخلفة الذي يتم توظيفه لتبليد الناس وإلهائهم والتغطية على الواقع الذي لا يمكنه أن يرتفع بأي حال من الأحوال.
المساء