إضراب ووقفة احتجاجية ناجحة أمام مقر نيابة طنجة أصيلة
نجحت الفروع المحلية للنقابات التعليمية الأربع التي دعت إلى إضراب الخميس 29 أكتوبر 2009 ، في كسب رهان الإضراب على مستوى الإقليم ، وكذا تعبئة الشغيلة التعليمية لحضور الوقفة الاحتجاجية التي جرت أمام مقر نيابة وزارة التربية الوطنية بطنجة . وقدر الحضور داخل الوقفة بحوالي 100 أستاذ وأستاذة ، توزعوا في الوقوف بين باحة مدخل النيابة والحديقة المقابلة لها .
وإذا كانت باقي الوقفات الاحتجاجية لا تحفل بمثل هذا الحضور على رمزيته ، فإنه يكون مؤشرا على طبيعة الملف المطلبي المتكامل ، الذي يستجيب لمطالب كل فئات أسرة التعليم . حضور نسائي مشرف يصحح تلك الصورة النمطية التي ترتبط بتمثل خاطئ عن الطابع الذكوري للوقفات الاحتجاجية ، وهذا بالتأكيد يؤكد على وعي كبير لدى القطاع النسائي داخل الأسرة التعليمية بطنجة والوطن . ولهذا السبب فقد استهجن الحضور تصريحات الوزير اخشيشن بشأن ملف التحاق الزوجات ، والذي قال فيه أن الأستاذة ليست "باليزا" يحملها الأستاذ أينما حل وارتحل . وقد عبر الحاضرون من خلال عدد من الشعارات عن رفضهم لهذا التصريح المهين لكرامة الأستاذة، من خلال عدد من الشعارات التي تهاجم الوزير.
وفي ظل نجاح الإضراب إقليميا على مستوى مدينة طنجة ، فإن ذات النجاح تعزز على مستوى باقي المدن بنسبة نجاح وطنية بلغت 90% . وهو ما جعل النقابات الأربع الداعية للإضراب تناشد الشغيلة والقواعد النقابية مجددا للتأهب لمحطات نضالية قادمة في حال فشل الحوار الاجتماعي الدائر حاليا ، والذي سيستأنف خلال الأسبوع الجاري . في ظل أجواء عدم الثقة التي أصبحت طبعا سائدا مع حكومة الوزير الأول الحالي، والذي يتقن لعبة الاستغفال ، بشكل ورط النقابات الكبرى في تأجيل المسيرة الوطنية التي كان من المفروض إجراؤها شهر فبراير من السنة الماضية .
الوقفة الاحتجاجية التي كانت فرصة للتعبير عن المطالب الوطنية الموحدة للشغيلة التعليمية وطنيا ، كانت أيضا مدخلا للتنديد بالتعيينات المحلية التي أصدرتها نيابة التعليم بطنجة ، والتي همت مختلف الوافدين على النيابة بالحركة الاجتماعية الوطنية والجهوية والخريجين الجدد ، والذين بلغ عددهم 39 أستاذا وأستاذة ، استفادوا من المناصب الشاغرة قبيل إجراء الحركة المحلية ، بشكل حرم الشغيلة التعليمية بطنجة من التنافس على عدد من المناصب التي كان ينبغي الإعلان عنها مثل المناصب الأربع بمجموعة مدارس الزياتن ، والتي ظلت تشكل إغراء كبيرا لعدد كبير جدا من الأساتذة القاطنين بعدد من المجمعات والسكنيات الواقعة قريبا من الطريق القديم للمطار .
واعتبر الأخ الطيب البقالي ، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بطنجة، أن نقابته ترفض هاته التعيينات جملة وتفصيلا وقد وجهت رسالة احتجاجية في الموضوع إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ، يوم الإثنين الماضي 26 أكتوبر. وأنه كان من الأولى انتظار معالجة ملفات الحركة الاجتماعية أثناء حركة سد الخصاص، بشكل يستجيب أكثر لرغبات المعنيين، والحال أن أغلب هاته التعيينات المتسرعة ، لم تكن مرضية لأغلب المعنيين بها .
02-11-2009
طارق يزيدي