منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    "سر حياتي"..

    fatima
    fatima
    عضو برونزي
    عضو برونزي


    تاريخ التسجيل : 23/10/2009

    "سر حياتي".. Empty "سر حياتي"..

    مُساهمة من طرف fatima 13/11/2009, 18:49


    الجزء الأول :
    غدا ستخبرني أمي الحقيقة. لقد توسلت إليها كثيرا. فطوال حياتي حدثت أمور لم أجد لها تفسيرا، و آخرها كان ليلة البارحة. كنت دائما أسألها ما السر الذي تخفينه عني! فكنت أجدها دائما مراوغة ماهرة تُجيد فنون التهرب من السؤال.لكن هذه الليلة كانت حاسمة فلم أترك لها مجالا،كانت هذه الليلة حاسمة لأن ما وقع فيها كان كبيرا و كان النقطة التي أفاضت كأسا ملئت على مدار سنين عدة. البارحة و أنا راجع من العمل، دخلت البيت فرحا و أنا أزِّف لأمي خبر وجودي لشريكة حياتي،ككل شاب توقعت منها فرحة و ترحيبا إلا أني لم ألق منها غير كل حزن و غم،سألتها و سألت نفسي قبلها لماذا ستعارض أمي فكرة زواجي! هي تعلم أني لن أتركها فليس لها أحد سواي و تعلم أنها ستبقى سيدة الدار بدون منازع و تعلم قبل هذا كله أن ظروفنا المادية لا بأس بها و لا يعوزنا شيء و الحمد للرازق الوهاب. تنبهت من خلال أجوبتها المقتضبة أن الأمر أكبر من أن يكور غيرة عابرة من امرأة عطوف من زوجة الابن. و ما حسم الأمر قولها لي بصوت تهدج فاختلطت به نبرة حزن بنبرة انزعاج:"ألم تجزم دائما بأن سرا يقطن بيننا! حسن، الأمر كما ظننت.غدا، غدا سأخبرك بكل شيء".صعقت بتأكيدها لوجود سر في حياتنا، و لم أصبر حتى الغد بل طوقتها بالأسئلة:"إذن هناك سر، ما هو؟! و لما أخفيته على مر السنون؟! و كيف تريدنني أن أصبر حتى الغد؟"نظرت إليّ مطولا قبل أن تقول:"الصبح موعدنا، و ليس الصبح ببعيد" ثم همت بالانصراف و هي تقول بابتسامة لم أفهم معناها:" لا يذهب ظنك بعيدا يا هشام! لسنا في فيلم حتى أصدمك بأنك لست ولدي مثلا، نم و غدا نتحدث"،و قبل أن تغلق باب غرفتها واصلت قائلة:"لكن تذكر أنّك أنت من أصرّ على معرفة كل شيء".ثم أغلقت باب غرفتها و أغلقت معها أشياء كثيرة.
    طال الليل كثيرا و أنا أرقب انبثاق ضوء الفجر.بدا الليل أطول من ساعاته بكثير.و أخيرا هاهو صوت المؤذن، إنه الفجر. سمعتها تدور في أرجاء المنزل.توضأت و صلت و أنا واضع قلبي بين يديّ و أنتظر. ترددت في أن أذهب إليها الآن، و قلت أنه عليّ أن أنتظر شروق الشمس أو نتحدث أثناء الفطور..لم يستمر ترددي طويلا.فلم أتنبه لنفسي إلا و أنا واقف عند باب غرفتها،تجمدت في مكاني لوقت ليس بالبسيط، شلّت يديّ و لم تقدرا على فتح الباب، و بعد تجميع القوى و تنظيم الأفكار طرقت الباب و فتحته. و يا ليتني ما فتحته؛ وجدتها مستلقية فوق السجادة. ركضت إليها و أنا أصرخ بها لماذا تستلقي على الأرض في هذا الصباح البارد.أدركت بعد لحظات من مناداتها و تحريكها أن الروح قد لبتّت نداء بارئها.لقد مات .. الحزن و الصدمة و الندم تجمعوا و سكنوا قلبي وعقلي و كل أجزائي.. و لم أعد أسمع إلا لكلماتها و هي تقول لي:"لكن تذكر أنك أنت من أصر على معرفة كل شيء".
    الجزء الثاني :
    ذهب جميع المعزين و لم يبق في البيت معي غير فاطمة خالتي، كانت قريبة جدا من المرحومة،كانت الوحيدة التي تزورنا مرارا و لم أكن لأحس تجاهها إلا بكل حب و تقدير..فكرت أن أسألها هل كانت تعرف شيئا عن السر الذي كانت ستخبرني به أمي قبل وفاتها، لكن لم أجرؤ،و كيف أجرؤ بعد كل ما حصل؟!!
    لم أتوقع أبدا أنها هي من سيبدأ الحديث في هذا الموضوع الذي ظننت أنه دُفِن للأبد..
    ـ"ماذا حدث في تلك الليلة يا هشام؟!" سألتني خالتي .نظرت إليها ثم قالت:" حكيت أكثر من مرة ما حدث يا خالتي! لما تريدين سماع القصة من جديد!"
    ـ"أريد أن أسمع أكثر مما حكيته للناس يا هشام، أنا خالتك، أختها".
    ـ"ليس هناك ما أضيفه، ادعي لها بالرحمة".
    ـ"أمك حدثتني على الهاتف في تلك اليلة و أخبترني بما وقع بينكما!"استغربت لما تقول،هل يا تراها تعرف كل ما جرى بيننا من حديث أم تراها تراوغني،جمعت بعض التركيز ثم سألتها بلهجة المصيب:"أجزم أنَّ لديك ما تخبرينني به". لم تصمد خالتي بل اغرورقت عيناها بالدموع و قالت:"حاولت طوال حياتها حجب السر لكنها كانت تتعذب،تعذبت كثيرا".لم تكن عينيّ أقل كرما من عينيها،بل بدأتا هما أيضا بذرف الدموع،لم أعرف ماذا أقول و لا ماذا أفعل، هل أفرح لأن السر لم يدفن مع حبيبتي الغالية!أم أضرب نفسي بألف رصاصة لأن اصراري على معرفة السر هو ما تسبب في وفاتها!!احترت،و بعد أن جمعت قوايَ،قلت لخالتي بصوت هامس:"ما هذا السر الذي عذبنا طوال حياتنا و تسبب في وفاتها؟! أخبريني رجاء".مسحت خالتي دمعاتها ثم قالت:" لطالما طلبت منها أن تقول لك كل شيء،و كانت دائما تؤجل الأمر،ربما سأكون أكثر شجاعة منها و سأخبرك.سأخبرك بكل شيء كي ترتاح و تعيش حياتك و كي ترتاح هي في تربتها".اقشعر بدني قبل أن تتحدث،رأيت كيف اصفرَّ جلدها و جحظت عيناها.كنت أنظر إلى شفتيها و هي تخبرني عن كل شيء،كنت من شدتي تلهفي أقرأ الكلمة قبل أن تنطقها..و ما أن أتممت حديثها حتى رميت بجسدي المنهك على الأريكة.تراءت أمامي الكثير من مشاهدي معها و مع أبي،كم كانت حياة جميلة!جميلة لدرجة لا توصف رغم كونها مجرد كذبة كبيرة.

    [size=29]الجزء الثالث :

    كم تمنيت لو أني لم أسأل أبدا عن هذا السر اللعين! بل كم تمنيت لو أني لم أولد أو على الأقل متُّ قبل معرفتي بالأمر! مضت ستة أيام منذ أخبترني خالتي فاطمة عن كل شيء،ستة أيام و أنا في غرفتي لا أبرحها. أحسست أني أقترب من الجنون،لم أعرف ماذا عليَّ أن أفعل! لم أنتبه لنفسي إلا و أنا قرب منزل خالتي،طرقت الباب،فصاحت عندما رأتني:" هشام! حبيبي!" اصفرار وجهي و طول لحيتي و ضمور عينيَّ جعلاني أبدو كشبح فرَّ للتوِّ من مقبرة. بعد أن دخلنا، و بعد أن تظاهرت أني أكلت ما قدمت لي من طعام،قالت لي:"هل هذا هو الحل يا هشام؟! أن تنعزل عن الناس و تعيش وحيدا؟! علينا أن نتأقلم مع كل الظروف؟!"ابتمست بل ضحكت ضحكة جهورية جعلت خالتي تكاد تجزم بجنوني،ثم قلت:"أتأقلم ؟! كيف؟! كيف؟! كيف و حياتي لم تكن سوى كذبة غبية؟!الأب الذي كان قدوة لي، و كانت وفاته أكبر صدمة في حياتي لم يكن سوى رجل ضعيف الشخصية، أعطاني اسمه و هو ليس أبي، من كان أبي؟! و كيف جئت؟! هل أنا ابن حرام؟!أكاد أجن!!"،صاحت بي خالتي:" ما مضى قد مضى و نحن أبناء اليوم"،ثم واصلت بصوت حنون ذكرني بصوت أمي التي لا أعرف هل علي أن أترحم عليها أم أن....قالت خالتي:"أمك لم تكن يوما سيئة الأخلاق، و أبوك لم يكن أبدا ضعيف الشخصية،بل كان رجلا نبيلا أحب أمك و أحبك أيضا"،ابتسمت ساخرا و قلت:"كلام جميل ،لطالما سمعته في المسلسلات!! تريدين أن تواسيني.."و قبل أن أكمل كلامي قاطعني زوج خالتي الذي دخل للتو،صاح بخالتي قائلا:"ألا تخافين الله؟! كيف استطعت ؟! ألم يكفك حقدها عليها و هي حية، تأتين الآن و تُكَرِّهي ابنها فيها و هي ميتة!!أوصل بك الحقد أن تنهشي في لحمها و هي في عالم آخر؟! أكُلُّ هذا لأني أحببتها ذات يوم؟!ويلك من عذابه سبحانه، و لعلمك، أحببتها و سأبقى أحبها ما حييت، حتى و لو ماتت، لأن حبي لها أبعد من أن يفهمه أمثالك!!"... لم أصدق ما أسمع؟! هل هذا الرجل كان يحب أمي؟! هل تراه أبي؟! أم أن أبي هو من مات و القصة التي أخبترني بها حالتي لم تكن سوى كذبة؟! و هذه الخالة التي طالما اعتقدتها طيبة لم تكن هي الأخرى سوى كذبة؟!! جئت إلى خالتي و أنا على حافة الجنون، و لا أعلم هل سأغادر بيتها بعقل أم بدونه، فإن كان الأمر كما يقول هذا الرجل؛ فما السر الذي أخفته أمي الحبيبة؟!!
    يا اللــــــه!!!!
    [/size]
    ابن الرباط
    ابن الرباط
    عضو مميز
    عضو مميز


    تاريخ التسجيل : 25/10/2009

    "سر حياتي".. Empty رد: "سر حياتي"..

    مُساهمة من طرف ابن الرباط 14/11/2009, 00:10

    أشكرك على كل المحاولات
    واصلي
    وفقك الله

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 20:52