اعتقال 10 طلبة وإصابة اثنين في حملة تمشيطية للحي الجامعي
عشرات رجال الأمن يداهمون كلية الحقوق ليلا حاملين الهراوات
أسفرت حملة تمشيطية للمصالح الأمنية بالحي الجامعي المحاذي لكلية الحقوق بمراكش عن اعتقال عشرة طلبة، أطلق سراحهم بعد إجراء تحقيقات معهم ليلة الأربعاء الماضي، في حين أصيب طالبان اثنان بجروح متوسطة الخطورة، منها كسر في ساق أحد الطلبة، عندما هم بالقفز من على سور داخل الحي الجامعي، بعد أن شاع خبر عزم قوات الأمن اقتحام الحي الجامعي. وذكرت مصادر طلابية في اتصال مع «المساء» أن أربع طالبات أصبن بإغماء بعد سماعهن أخبارا مفادها استعداد رجال الأمن لاقتحام الحي الجامعي.
وأوضحت المصادر الطلابية ذاتها أنه بالموازاة مع الأيام التضامنية مع المعتقلين السياسيين التي ينظمها فصيل «النهج الديمقراطي القاعدي»، وتحديدا فصيل «البرنامج المرحلي»، أواسط الأسبوع الجاري، قامت العشرات من سيارات الأمن بتطويق جنبات الحي الجامعي وكل الطرق المؤدية إليه، قبل أن يتم إنزال رجال الأمن أمام الحي، ليشرعوا في توقيف العشرات من الطلبة والتحقيق في هوياتهم في عين المكان. وعلمت «المساء» أن الحملة التمشيطية التي قام بها رجال الأمن أدت إلى اعتقال عشرة طلبة، للاشتباه فيهم بالانتماء أو التعاطف مع فصيل «النهج الديمقراطي القاعدي». وقد ساد الاضطراب والفوضى داخل الحي الجامعي بمجرد ذيوع خبر تطويق رجال الأمن للحي استعدادا لاقتحامه، مما أدى إلى إصابة طلبة وإغماء طالبات جراء الخوف الذي انتابهن.
وفي مساء أول أمس الخميس، داهم العشرات من أفراد الشرطة بالزي المدني كلية الحقوق، حاملين العصي والهراوات، في حملة تمشيطية لكلية الحقوق التي تعرف هذه الأيام غليانا طلابيا، احتجاجا على إقصاء بعض الطلبة غير المستوفين لوحداتهم من التسجيل، هؤلاء وجهوا رسالة إلى أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، يطالبونه بالتدخل العاجل والإيجابي من خلال إدماج الطلبة المعتصمين. وبخصوص دواعي الحملة التمشيطية التي يقوم بها رجال الأمن مؤخرا، أرجعت مصادر طلابية عليمة ذلك إلى عزم بعض الطلبة الاحتجاج داخل الجامعة، وذلك بالمبيت داخل الحرم الجامعي على أن تتحقق مطالبهم، بيد أن مصادر أخرى أسرت لـ«المساء» عزم بعض الطلبة الصحراويين تنظيم حلقية في موضوع يتعلق بالصحراء المغربية.
ومما زاد من اضطراب الأجواء الطلابية بجامعة القاضي عياض، مرابطة سيارات ودراجات الأمن بأرجاء كليتي الحقوق والآداب، مما زرع الخوف والرعب في نفوس الطلبة الجامعيين البعيدين عن قضايا الفصائل الطلابية ولا تربطهم أية علاقة تنظيمية بالمكونات الطلابية التي تشتعل في الساحة الجامعية.
المساء