المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق
مفهوم المنهج الدراسي و تنظيمه
ان المنهج الحديث هو جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة الى التلاميذ داخل الفصل او خارجه وفق اهداف محددة وتحت قيادة سليمة لتساعد على تحقق النمو الشامل من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية .
ـ وقد عرف (روز نجلي) المنهج بانه جميع الخبرات المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة في تحقيق النتاجات التعليمية المنشودة الى افضل ما تستطيعه قدراتهم ـ وعرف (استيفان روميني) المنهج بانه هو كل دراسة او نشاط او خبرة يكتسبها او يقوم بها التلميذ تحت اشراف المدرسة وتوجيهها سواء اكان في داخل الفصل او خارجه.ـ وعرف (كيلي) المنهج هو ما يحدث للأطفال في المدرسة نتيجة ما يعد له المدرسون .ـ وعرف (دول) المنهج هو كل الخبرات التربوية التي تتضمنها المدرسة او الهيئة او المؤسسة تحت اشراف ورقابة وتوجيه معين .ـ وعرف (ريجان) المنهج هو جميع الخبرات التربوية التي تاتي الى المدرسة وتعتبر المدرسة مسؤولة عنها .
ان جميع التعريفات وان اختلفت في مضمونها الا انها تتضمن في مجموعها واتجاهاتها الاهداف والمحتوى والطرق والوسائل ثم التقويم .
مفهوم المنهج :
لو نظرنا الى النظام التربوي نظرة شاملة نجده يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات وقد حدد (رالف تايلر) عناصر النظام باربعة اشياء وهي :
- الاهداف .
- المحتوى .
- التدريس .
- التقويم .
ففي النظام يتم تحويل المدخلات في النهاية الى مخرجات حيث ان لكل نظام مدخلات خاصة به وتشمل، التلاميذ والمنهج الدراسي واساليب التدريس حيث يتم تحويلها الى مخرجات تتمثل في اعداد الطلبة او التلاميذ وفقا لاهداف المؤسسة التربوية .
مفهوم المنهج التقليدي :
يعتقد الكثير من العاملين في مجال المناهج على ان المنهج عبارة عن مجموعة المواد الدراسية التي يدرسها الطلبة او التلاميذ لاجل النجاح في نهاية السنة الدراسية ويتصف بما يلي :
1- الاهداف : اهداف معرفية يضعها المربون ويحققها الطلبة والتلاميذ .
2- مجالات التعلم : التركيز على المجال المعرفي دول الاهتمام بالمجال الانفعالي والمجال النفس حركي .
3- دور المعرفة : تكون المعرفة بالدرجة الاولى لنقل التراث من جيل الى اخر .
4- محتوى المنهج : يتكون المنهج من المقررات الدراسية وتتدرج بصورة يمكن للطلبة او التلاميذ حفظها .
5- طرق التدريس : تستعمل طريقة التدريس اللفظية خلال المحاضرات لاعطاء المعلومات خلال وقت محدد .
6- دور المعلم : هو الذي يحدد المعرفة التي تعطى للطلبة او التلاميذ .
7- دور المتعلم : دوره سلبي وعليه حفظ ما يلقى عليه من المعرفة .
8- مصادر التعلم : الكتب الدراسية المقررة .
9- الفروق الفردية : لا تراعى الفروق الفردية لان المواد الدراسية تطبق على الجميع .
10- دور التقويم : للتاكد من ان الطلبة او التلاميذ يحفظون المواد الدراسية .
11- علاقة المدرسة بالبيئة والاسرة : لا يهتم بالعلاقة ام بين المدرسة والبيئة والاسرة .
12- طبيعة المنهاج : المفردات مطابقة للمنهج وثابتة لا يجوز تعديلها .
13- تخطيط المنهج : يعده المتخصصون بالمواد الدراسية هو الذي يحقق هدف المنهاج .
مفهوم المنهاج الحديث :
1- الاهداف : تشتق من خصائص المتعلم وميوله وتصاغ على شكل اهداف سلوكية .
2- مجالات التعلم : تهتم بالنمو المتكامل معرفيا وانفعاليا ونفس حركيا .
3- دور المعرفة : المعرفة هدفها مساعدة المتعلم على التكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية .
4- محتوى المنهاج : يتكون المنهاج من الخبرات التعليمية التي يجب ان يتعلمها الطلبة او التلاميذ ليبلغوا الاهداف .
5- طرق التدريس : تلعب طرق التدريس بطريقة غير مباشرة دورا في حل المشكلات التي يتمكن المتعلم من خلالها الوصول الى المعرفة .
6- دور المعلم : يتركز دوره في مساعدة الطلبة او التلاميذ على اكتشاف المعرفة .
7- دور المتعلم : له الدور الرئيسي في عملية التعلم، فعليه القيام بكافة الواجبات التعليمية .
8- مصادر التعلم : هي متنوعة منها الافلام والكتب ووسائل الاعلام الاخرى .
9- الفروق الفردية : تهيئة الظروف المناسبة لتعلم التلميذ حسب قدراته .
10- دور التقويم : يهدف التقويم لمعرفة من ان التلاميذ قد بلغوا الاهداف التعليمية في كافة المجالات .
11- علاقة المدرسة : الاهتمام الكبير في علاقة المدرسة مع الاسرة والبيئة بالبيئة والاسرة .
12- طبيعة المنهاج : المقرر الدراسي جزء من المنهاج وفيه مرونة، يمكن تعديله ويهتم بطريقة تفكير التلاميذ والمهارات وتطورها وجعل المنهاج متلائم مع المتعلم .
13- تخطيط المنهاج : يجب مساهمة جميع الذين لهم التاثير والذين يتاثرون به في تخطيط المنهاج .
ـ منهاج المواد الدراسية :
1- طبيعة المادة الدراسية :
ان التربية الحديثة قد اهتمت بنمو التلاميذ واهتماماتهم وواجباتهم وفعالياتهم ممارساتهم وركزت ايضا على متطلبات المجتمع ومشكلاته باعتبار ان التربية هي اعداد الفرد للمستقبل بينما نجد التربية القديمة قد اهتمت بالمواد الدراسية التي يتم عن طريقها نقل التراث الثقافي .
ان المواد الدراسية تتصف بناحيتين أساسيتين الاولى تتمثل في طبيعة المعارف او المعلومات التيي تنظمها المادة الدراسية والاخرى تتمثل في طرق البحث التي يجب اتباعها لاكتساب جوانب المعرفة المتضمنة في هذه المواد وعليه يجب ان تحقق دراسة أي مادة الى ما يلي :
1- ان فهم جوانب المعرفة الجديدة تتطلب اكتساب المهارات والاتجاهات والعادات .
2- اعطاء المعلومات الكافية خلال الوقت المحدد من المادة الدراسية .
ويقسم المربين الى قسمين الاول يرى عدم اهمال أي جزء من اجزاء المادة الدراسية لان الاهمال يسبب خللا في اعداد التلاميذ، والبعض الاخر يجب التركيز على اللاتفكير العلمي والقدرة على حل المشكلات ومتابعة البحث العلمي .
2- مستويات المعرفة في المواد الدراسية :
أ- وتشمل الحقائق والافكار والمهارات النوعية التي تتطلب ثقافة من قبل التلاميذ .
ب- الافكار الاساسية والتي تبنى عليها المواد الدراسية .
ج- المفاهيم وتتكون من خلال خبرات متتابعة .
اذا كان تنظيم المنهاج الدراسي مستند على افكار اساسية فانه سوف يقدم لنا امكانية جديدة لتطوير المواد الدراسية .
ـ انواع المواد الدراسية :
1- منهاج المواد الدراسية المنفصلة :
ينظم هذا النوع من المنهاج حول عدد المواد الدراسية التي ينفصل بعصها عن البعض الاخر ، مثل علم النفس، التعلم الحركي، التاريخ، الفسلجة حيث ان كل مادة تمثل جانبا من جوانب العلوم .
ـ مميزات هذا المنهاج :
تكون اجزاء المادة الدراسية متسلسلة مترابطة ويجب ان يراعى في اعداد هذا المنهج ما يلي :
1- التدرج من البسيط الى المركب ومن السهل الى الصعب ومن الكل الى الجزء ومن المعلوم الى المجهول ومن المحسوس الى المجرد .
2- يؤكد المنهج على الاهتمام بالمادة الدراسية وطريقة التدريس .
3- يعتمد تقويم المنهج على الاختبارات الصفية ولا تحتاج الى مباني وساحات او ملاعب اضافية .
4- يمكن تطوير المنهج الى هذا الاسلوب لان تاهيلهم علميا قد تم على اساسه وانه يتفق مع متطلبات الدراسة الجامعية للطلبة في المستقبل .
ـ عيوب هذا المنهج :
- ان التعلم الذهني في نظر هذا المنهاج هو التربية .
- ان اضافة المواد الجديدة الى المنهج محدودة .
- عدم السماح للتلميذ بالمناقشة وعليه تقبل المعلومات بطيء.
- يعتمد المنهج العلمي على مبدا التخصص في تنظيم المواد الدراسية .
- عدم الاهتمام بالفروق الفردية بين الافراد .
- لا يعتمد هذا المنهج على التفكير وطريقة استعادة المعلومات وانما على الحفظ .
- يعتمد هذا المنهج على المواد الدراسية ومجالاتها التخصصية ولا يهتم بحاجات التلاميذ واهتماماتهم وخبراتهم .
منهاج المواد الدراسية الحديث :
ان هذا المنهج عالج بعض النواقص منهاج المواد الدراسية المنفصلة بناءا على تقديم العلوم وما حدث من تغييرات في الحقائق والمبادئ والقوانين وتميز هذا المنهج بما يلي :
- الاهتمام بالنمو المتكامل المتوازن عقليا وبدنيا واجتماعيا وانفعاليا .
- اعطاء الفروق الفردية الاهمية من حيث الميول والاتجاهات والحاجات .
- ارتباط المادة الدراسية بالبرامج المصاحبة والملائمة لنمو التلاميذ .
- ان هذا المنهج يجعل المادة الدراسية وسيلة تساعد المتعلم على التدرج في المجالات التالية :
التوافق بين المتعلم والظروف التي تحيط به عائليا وبيئيا .
تتويج فعاليات البرامج في ضوء المواد الدراسية والتي تساعد على نمو القدرات والميول والاتجاهات والحاجات .
استثمار وقت الفراغ لدى المعلم مثل القراءة والملاحظة واجراء التجارب .
منهاج المواد المترابطة :
ويقصد بها ربط موضوع جديد بمادة دراسية قديمة اي ربط موضوعات احدى المواد بموضوعات المادة الاخرى كربط موضوع تعلم حركي بمادة طرق التدريس او العكس او ربط الطب الرياضي بموضوع فسلجي أي ان الربط يجب ان تكون هناك علاقة بين المادة الدراسية وموضوعات المراد ربطها بها .
ـ مميزات هذا المنهج :
- عدم تجزئة المعرفة والنظر اليها ككل وجعل التلاميذ يدركون ان المعرفة متكاملة .
- يثير الواقعية للتعلم .
ـ عيوب هذا المنهج :
حيث انه استمر بالابتعاد عن الحاجات الواقعية للتلاميذ والمشكلات والقضايا الاجتماعية .
منهاج التكامل :
يقع هذا المنهج وسيط بين منهاج الادماج ومنهاج المواد الدراسية المنفصلة وفق ما يلي :
- يقوم المدرسين وتحت اشرافهم السماح للتلاميذ لاختبار مشكلات او مواقف من الحياة لمعالجتها .
- اختيار التلاميذ بعض اجزاء المواد الدراسية التي يشعرون بالحاجة بالحاجة لمعالجتها .
- مشاركة التلاميذ للمدرسين في دراسة بعض اجزاء المواد الدراسية لتتكامل امامهم .
منهاج الادماج :
ويقصد به دمج اكبر من موضوع في مادة واحدة ولكن هذا الدمج اوجد عيوبا كثيرة في هذا المنهاج منها :
- فرض المادة الدراسية على التلاميذ مما ادى الى عدم التفكير المنتظم .
- عدم امكانية التلميذ الالمام بمعارف متنوعة في ان واحد مما يؤدي الى دراسة سطحية في المواد الدراسية .
منهاج المجالات الواسعة :
يعتبر هذا المنهاج وسيلة اخرى لتعديل منهاج المواد الدراسية المنفصلة حيث يحاول ان يقرب الكثير من الحدود الفاصلة بين المواد الدراسية وجعلها في تنظيم واسع لهذه المواد .
وقد تطور هذا المنهاج واصبح عبارة عن مجموعة من الخبرات الضرورية للحياة في المجتمع الذي يعيش فيه التلاميذ منها :
- خبرات تساعد على تنشئة التلاميذ اجتماعيا .
- خبرات في التعبير عن النفس .
- خبرات عن حياة الناس افرادا وجماعات .
- خبرات تشمل العاب رياضية او بدنية .
- خبرات في البيئة المادية والقيام باعمال حرفية ومهارية في المعامل او الورش المدرسية .
ـ مزايا منهاج المجالات الواسعة :
- ربط المعرفة بمجالات الحياة المختلفة .
- ربط المدرسة بالمجتمع من خلال دراسة المشاكل ومعالجتها .
- ارتباطها مع طبيعة مواد الاعداد الجامعي من حيث المحتوى والشكل العام .
- يهتم بالافكار الرئيسية ولايهتم بالجزئيات .
ـ عيوب منهاج المجالات الواسعة :
- ترتيب المواد الدراسية في مجال لا يعني انها كونت مجالا دراسيا واحدا .
- عدم انسجام المعلم مع بعض المواد الدراسية التي يقوم بتدريسها .
- ايجاد مادة دراسية من اجزاء مختلفة من مواد دراسية جديدة يفقدها التنظيم المنطقي .
- قلة الخبراء يعوق دمج المواد .
بين النظرية والتطبيق
يتوقف نجاح المعلم في توصيل المادة للطلاب على مستوى المنهج الذي يعتمد عليه، والمنهج الدراسي المتكامل والمدروس هو الأسهل وصولا للتلاميذ، وكلما بعد المنهج عن التعقيد والتصعيب كلما كان منهجا مثاليا سهل الاستيعاب.
مشكلتنا
وتعاني الكثير من البلدان العربية من مشاكل مزمنة ومعقدة فيما يخص المناهج الدراسية وتصميمها، وتأتي في مقدمة المشكلات المتعلقة بالمناهج الدراسية قضية عدم مواكبة الكثير من المناهج للمتغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها عالمنا اليوم.
ويبدر دائما سؤال يتداوله الآباء والتربويون يدور حول الأشياء التي يجب تدريسها للطلاب، وهل هناك متسع في المنهج الدراسي للعلوم التكنولوجية والتطويرية و للقيم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالمعارف الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب؟ وما هي الأمور والموضوعات التي يجب على المدرسة تدريسها للطلاب فيما يتعلق بالأخلاق والبيئة والمخدرات والوالدين؟ وهل من الواجب جعل دروس المواطنة أو التربية القومية إلزامية.
التركيز أم التوسع؟
وفي ظل تلك الأسئلة يدور خلاف شديد بين المختصين والمهتمين بشأن طبيعة التعليم والهدف منه بوجه عام. فهناك فريق يرى أن على المدارس أن تركز على تعليم الطلاب العلوم الأساسية مثل التربية الإسلامية والقراءة والكتابة والحساب والعلوم والجغرافيا والتاريخ واللغات. أما الفريق الآخر فيرى أن من الواجب التوسع في المنهج الدراسي بحيث يشتمل على العلوم التكنولوجية والسياسية والثقافية والحضارية، إضافة إلى الفنون والمهارات.
دمج المواد والتركيز على الهدف
وإذا ما استعرضنا أمثلة لبعض مناهجنا الدراسية نلاحظ الكثير من القصور في بعضها، فمثلا لا توجد علاقة بين مواد اللغة العربية التي يتم تدريسها في المرحلة الابتدائية (القواعد- النشيد والمحفوظات- القراءة- الإنشاء) وتلك التي تدرس في المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية شاملة النحو والصرف والأدب والنصوص والبلاغة. تدرس كل مادة على حدة ومنفصلة عن الأخرى، ومن الأفضل دمج جميع هذه المواد في مادة واحدة تسمى مثلاً «اللغة العربية» ويتم فيها تعليم القواعد تطبيقياً، وليس المطلوب حفظ هذه القواعد في حصة مستقلة، وإنما المطلوب هو تطبيقها.. وكذلك الأدب والنصوص والبلاغة التي يمكن تذوقها، أما إذا كانت في قواعد فيتم حفظها بجمود مثل حفظ كلمة الجناس أو التورية وحفظ بعض الأمثلة عليها عن ظهر قلب في منهج واحد لا يخرج الامتحان عنه مما يرسخ في ذهن الطالب الانفصال بين هذه المواد ويفهم أن النصوص مستقلة عن البلاغة والقواعد مستقلة عن المطالعة.
أما المواد العلمية كالجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والرياضيات فتحولت إلى مواد لتحفيظ الأسماء العلمية مثل حفظ اسم الصخر الفلاني واسم الحيوان الفلاني والعنصر الكيميائي الفلاني ومن يكتب اسمه صحيحاً في الامتحان فهو الطالب الممتاز، بغض النظر عن أي تفكير أو إبداع في هذا المجال. و يدرس الطلاب الصخور النارية ولا يعلمون عنها شيئاً وكأنها شيء من الخيال بينما هي موجودة في شكل براكين جامدة في أماكن كثيرة يسهل على الطلاب الوصول إليها و دراستها على طبيعتها والخروج بملاحظات وانطباعات عملية حولها بدلاً من حفظ أسمائها في المنهج الذي يجب ألا يخرج عنه الامتحان.. كما يدرسون تركيب الزهرة في الأحياء ولا يرونها وهي موجودة في فناء المدرسة.. بل ويتم تحفظيهم رسمة الزهرة وأسماء أجزائها وأغشيتها.. كل هذه المناهج تحولت إلى تكبيل فكر الطالب وحصر له بدل انطلاقه وإبداء رأيه في المواد والأحداث التي يراها في حياته اليومية. والامتحانات تأتي محصورة في هذه المناهج، وعلى الطالب حفظ كل ما يرد فيها من أسماء ورموز ونظريات دون فهم وإدراك معانيها. وأغلب المدارس لا تهتم بحصة المختبر والحصص التطبيقية الأخرى التي تعتبر أهم وأفيد الحصص وهي تجد اهتماما كبيرا في مدارس الدول المتقدمة، وربما كان ذلك هو السر وراء نبوغ طلابها وميلهم للجوانب التطبيقية والعملية الشيء الذي انعكس جليا في النهضة الصناعية والتكنولوجية في تلك البلدان.
أنواع المناهج الدراسية:
هنالك نوعان من المناهج الدراسية، لا يخرج إطار الكتاب المدرسي عنهما في أية دولة من الدول وهما:
أولاً: المنهج الموصى به
ويقصد بهذا النوع من المناهج ذلك المنهج الذي أوصي به من قبل أفراد من العلماء، والمنظمات التخصصية واللجان الإصلاحية والمسؤولين في الدولة، وغالباً ما يصاغ هذا المنهج على مستوى عال من العمومية، وفي أغلب الأحيان يُقدم علي شكل توصيات عامة عن محتوى المواد الدراسية، وقائمة أهداف، ومتطلبات مقترحة للتخرج، وهناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيساً في تشكيل هذا النوع من المناهج، ومن أهم تلك العوامل عقيدة المجتمع واتجاهاته ومبادئه وظروفه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ثانياً: المنهج المكتوب
يأتي المنهج المكتوب دائما في شكل تطبيق عملي لتوصيات وخطط المتخصصين في مجال تخطيط المناهج وراسمي السياسات التعليمية، ويتم من خلاله نقل النظريات والخطط إلى مرحلة التطبيق العملي، الذي ينبني عليه عمل المدرس في الفصل.
تصميم المنهج الدراسي
بعد اكتمال الخطط النظرية والتطبيقية الخاصة بالمنهج الدراسي يتم تصميم المنهج وفقا للتصميمات المتعارفة والتي لا يخرج منها إطار الكتاب، ومن أهم أنواع التصاميم المعروفة:
1- التصميم المتمركز على الطالب.
2- التصميم المتمركز على حل المشكلات.
3- التصميم المتمركز على المادة الدراسية.
تنفيذ المنهج الدراسي
تنفيذ المنهج المدرسي عملية تعد في غاية الخطورة وإذا كان الكتاب المدرسي هو المنهج المكتوب، فإن تنفيذ هذا المنهج كما رسم له يبدو صعباً للغاية، إذ إن المعلمين يختلفون في فهمهم وفي تخطيطهم وفي كيفية صنعهم للقرارات، ويختلف أسلوب التطبيق من معلم إلى آخر، وهو لا يخرج عن أحد الأطر الخمسة التالية:
1. بسياق حالة معينة.
2. بعدد من نظريات التطبيق.
3. بأوضاع وضغوط اجتماعية.
4. بالذات.
5. بالخبرة.
ولهذا فإن إعداد المدرس يلعب دوراً مهماًً في قدرته على التعامل مع المنهج المكتوب، وكذلك تنفيذه بالصورة المطلوبة. ويتطلب تنفيذ المعلم للكتاب حسب ما رسم له إعداداً جيداً. وعادة تكون قرارات المدرس ناتجة عن عوامل متفاعلة منها: معرفة المدرس بالمادة، ومرئيا ته عن الطلاب، والمنهج المكتوب، والضغوط الإدارية، والاعتبارات الاجتماعية والأسرية، وضغوط أولياء الأمور.