نظريات التعلم المعرفي المدخل المنظومي والبناء المعرفي في التدريس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يشهد القرن الحالي أي القرن الواحد والعشرين تطوراً مذهلاً في شتى ميادين المعرفة العلمية والتكنولوجية التي أثرت وتؤثر بشكل واضح في حياة الأفراد والمجتمعات وفي كل جانب من جوانب الحياة. ولعل الانفجار الهائل في مجال المعرفة الفضائية والهندسة الوراثية والكمبيوتر والاتصال والطاقة الذرية والنووية والليزر وغيرها لخير دليل على ذلك. وأصبح الحصول على المعلومات يتم من خلال شبكات معلوماتية مثل شبكة الإنترنت Internet وشبكة الاجتماع المرئي عن بعد Video Conference والأقمار الصناعية وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة. مما أدى إلى أن يكون المجتمع العالمي يشبه قرية صغيرة وأصبح أي مجتمع لا يساير أو لا يواكب بقية المجتمعات الأخرى يكون منعزلاً عنها ومحكوماً عليه بالقصور والتخلف
إن مجتمع اليوم مختلف تماماً عن مجتمع القرن العشرين لأن شبكة الإنترنت يستخدمها الإنسان وهو في مكانه ليتصل بجميع أنحاء العالم ويحصل على جميع المعلومات في أي علم من العلوم وهو بذلك يتخطى حدود الزمان والمكان ويمكن لأي فرد أن يتصل بأي فرد آخر في أي مكان في العالم في نفس اللحظة حيث التطور الهائل في سُبل الاتصال ، ويمكن لأي فرد أن يسافر من مكان إلى مكان في وقت وجيز حيث التقدم الهائل في وسائل المواصلات ويمكن لأي فرد أن يرى الأحداث الجارية لحظة وقوعها في أي مكان في العالم حيث التقدم العلمي في النقل والبث بالأقمار الصناعية، فلا حدود ولا فواصل بين الدول أو المجتمعات فالتغيرات في هذا العصر سريعة جداً ومتلاحقة ومتسابقة مع الزمن وما يحدث في أي مكان في العالم قد يؤثر على الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر فمهما تباعدت الدول عن بعضها جغرافيا فإنها تتقارب في تأثرها عملياً بفضل العلم وتطبيقاته في الحياة العملية وكل هذا يفرض عل الشعوب التي تريد ملاحقة هذا التطور حتى لا تندثر، أن تنتج وتربي أجيال من نوع جديد على مستوى رفيع من التعليم والتدريب قادرة على الأداء وتحمل المسئولية ، قادرة على الإبداع والابتكار، قادرة على التفكير العلمي واتخاذ القرار وهذا يتطلب إعادة النظر في المناهج الدراسية بوجه عام ومناهج العلوم بوجه خاص في جميع المراحل التعليمية بحيث تعتمد على استخدام المدخل المنظومي بدلاً من المنهج الخطي في تخطيط المنهج وتصميمه وبنائه وتنفيذه حتى تتحقق الأهداف المنهجية بصورة عملية واقعية.
وتتناول هذه الدراسة المحاور الأساسية التالية:
1- مفهوم المدخل المنظومي في التدريس والتعليم.
2- عناصر المنهج في صياغة منظومية.
3- الخبرات المنهجية في صياغة منظومية.
4- أهداف المدخل المنظومي في العملية التعليمية.
5- دواعي تطبيق المدخل المنظومي في التعليم والتعلم.
6- نظريات التعلم المعرفي التي بنى على أساسها المدخل المنظومي البنائية (بياجيه)، التعليم الشرطي (جانيه) ، التعلم ذو المعنى (أوزوبل).
7-استخدام المدخل المنظومي في البناء المعرفي.
مفهوم المدخل المنظومي في التدريس والتعلم:
يقصد بالمدخل المنظومي دراسة المفاهيم أو الموضوعات من خلال منظومة متكاملة تتضح فيها كل العلاقات بين أي مفهوم أو موضوع وغيره من المفاهيم أو الموضوعات مما يجعل الطالب قادراً على ربط ما سبق دراسته مع ما سوف يدرسه في أي مرحلة من مراحل الدراسة خلال خطة محددة وواضحة لإعداده وفقاً لمنهج معين أو تخصص معين .
و تتكون منظومة المنهج أربعة عناصر أساسية هي الأهداف، والمحتوى، والأنشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس، والتقويم وهذه العناصر الأساسية يمكن أن تجيب على الأسئلة الأساسية المرتبطة بعملية التعلم وهي لماذا نعلم؟ وتجيب عنه الأهداف، ماذا نعلم؟ ويجيب عنه المحتوى، كيف نعلم؟ وتجيب عنه الأنشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس، كيف نتحقق من أن التعلم حدث فعلاً أم لم يحدث أى كيف يتم توجيه مسار عملية التعلم لكي تتحقق الأهداف؟ ويجيب عنها التقويم. ونجد أيضاً في المنظومة، ترابطاً واضحاً بين عناصر المنهج المكونة لهذه المنظومة، فإذا تم تغيير أحد هذه العناصر فإن هذا التغيير يؤثر على عناصر أخرى فيؤدي إلى تغييرها حيث أن هناك علاقة ترابط وتأثير وتأثر بين هذه العناصر الأساسية المكونة لمنظومة المنهج. وتبدأ منظومة المنهج بالأهداف وذلك لأن تحديد الأهداف هي أول خطوة في أي عمل منظم يقوم به الإنسان في حياته العملية بصفة عامة وفي مجال المناهج وطرق التدريس بصفة خاصة. فتحديد الهدف يبعد عن العشوائية والارتجال في الموقف كما يساعد في اختيار وتحديد الخبرات المناسبة ويساعد أيضاً في اختيار وتحديد الأنشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس المناسبة كما يساعد على التقويم السليم لهذا كان من المهم أن تحدد الأهداف كخطوة أولى في البناء المنهجي وكنقطة بداية في منظومة المنهج، وحيث أن الهدف الأساسي من التربية بصفة عامة هو تنمية شخصية المتعلم بصورة شاملة ومتكاملة من جميع جوانب الشخصية فإن هذا يؤكد ضرورة البناء المنظومي للمنهج حتى يتحقق الهدف العام من التربية وحتى تتحقق العلاقة التفاعلية بين المتعلم والعلم والمجتمع من خلال منظومة المنهج.
وتختلف الأهداف من حيث المستوى فالنظام التعليمي ككل له أهداف عامة، حيث أن الثقافة الاجتماعية تتطلب مخرجات معينة لازمة وضرورية لتحقيق أهداف المجتمع بحيث تكون مناسبة لطبيعته وحاجاته وآماله. وقد تخص الأهداف مرحلة تعليمية معينة وقد تخص منهج معين لصف دراسي وقد تخص وحدة دراسية من المنهج الدراسي وقد تخص موضوع دراسي معين في صف دراسي معين وقد تخص درس معين يتم تدريسه في حصة واحدة من حصص اليوم الدراسي. وكلما زاد الترابط والتآلف والتسلسل والتتابع والشمولية والتكامل بين الأهداف التعليمية بمستوياتها المختلفة ، كلما زادت كفاءة النظام التعليمي في تحقيق الأهداف العامة المرجو تحقيقها منه، وزادت أيضاً كفاءة المنهج كمنظومة فرعية أساسية للنظام التعليمي .
ولكي يتم تحقيق الأهداف ، يجب بناء محتوى علمي يدرسه الطلاب بحيث يكون مرتبط بالأهداف ويساهم في تحقيقها ولذلك وضع المحتوى كعنصر ثاني في منظومة المنهج ولا ينقص قدراً في مستوى الأهمية عن الأهداف لأنه بدون المحتوى لن تتحقق الأهداف.
ويقدم المحتوى للمتعلمين باستخدام بعض النشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس المناسبة لطبيعة هذا المحتوى والتي تساهم أيضاً وبصورة واضحة وهامة في تحقيق أهداف منظومة المنهج فبدون الأنشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس يكون المحتوى أجوف وجاف لا قيمة له ولا تتحقق الأهداف، وبدونها لا تتحقق الأهداف العامة من العملية التعليمية لأنها هي العامل المساعد الأساسي في إكساب السلوك المرغوب فيه وتعديل السلوك غير المرغوب فيه وبالتالي فهي تمثل العنصر الأساسي الثالث من منظومة المنهج. أما التقويم فهو العنصر الأساسي الرابع من منظومة المنهج وهو يرتبط ارتباطا وثيقاً بالعناصر الأساسية السابقة بل وبكل عنصر منها ، فبدون التقويم لا يمكن أن نتعرف على مدى تحقيق الأهداف ولا على مدى مناسبة المحتوى وصلاحيته ولا على مدى مناسبة الأنشطة والوسائل التعليمية وطرق التدريس ، فالتقويم وسيلة للحكم والتحكم والتعديل والتطوير في منظومة المنهج وفي عملية التعليم. فالتأثير والتأثر واضح ومتبادل بين عناصر أو مكونات المنظومة ومن هنا تتضح مرة أخرى أهمية صياغة المنهج في منظومة وأهمية تدريب المتعلمين على التفكير المنظومي في الحياة وفي عملية التعلم حتى تتحقق فيهم الأهداف الحياتية والتعليمية بصورة شاملة ومتكاملة.
وإذا نظرنا إلى المنهج بمفهومه الحديث نجد أنه مجموعة من الخبرات التربوية التي يكتسبها الطلاب داخل المدرسة أو خارجها تحت إشراف المدرسة بهدف مساعدتهم على النمو الشامل والمتكامل في جميع جوانب الشخصية. وفي ضوء هذا التعريف يمكن القول بأن منظومة المنهج تتكون من مجموعة من الخبرات التي يكتسبها المتعلمون خلال فترة تعلمهم. والخبرة كموقف لها مضمون وشكل ويتحدد المضمون بمحتوى المنهج بينما يتحدد الشكل باستراتيجيات وطرق التعليم والتعلم ويمكن تنظيم هذه الخبرات من خلال منظومة تتضح فيها جميع العلاقات
وتنظيم الخبرات في صورة منظومة يوضح ما بين هذه الخبرات من علاقات متبادلة ومتداخلة ومتفاعلة ويبرز أيضاً أهمية كل خبرة على حدة وأهميتها بالنسبة للمنظومة ، ويساعد المتعلم على التعلم ذا المعنى أي أن المتعلم يجد معنى لما يدرسه. والخبرة التربوية تكون منظومة أيضاً تتفاعل فيها جوانبها الثلاث (الجانب المعرفي، الجانب النفسحركي، الجانب الوجداني.
تابع
عدل سابقا من قبل admin في 2/12/2009, 14:47 عدل 1 مرات