عاد الحديث بقوة عن احتمال تأجيل موسم الحج لهذا العام بعد تزايد عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير المسجلة في الدول العربية والإسلامية، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إعلامية عن لجوء السلطات التونسية إلى تعليق رحلات العمرة مع بحث إمكانية إلغاء الحج.
وارتفع عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير في المغرب إلى 9 مع تزايد الحالات المشتبه فيها ووصل العدد بالسعودية إلى 45 حالة، في الوقت الذي يعلن فيه عدد من الدول العربية عن اكتشاف حالات جديدة بشكل يومي، مما أثار المخاوف من إمكانية حدوث انتشار واسع لهذا الفيروس خلال موسم الحج الذي يعرف توافد أكثر من مليوني حاج من مختلف مناطق العالم. وسبق لوزارة الصحة المغربية أن أعلنت أن الوضع في المغرب تحت التحكم، مقللة من المخاوف التي يمكن أن تنشأ عن الوباء. وفي سياق متصل اعتبر خالد بوطيب رئيس قسم الحج بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الوضع الحالي «لا يدعو إلى القلق» وأن الحديث عن إمكانية اتخاذ السلطات المغربية لقرار إلغاء موسم الحج «سابق لأوانه»، وأضاف أن وزير الأوقاف سبق له أن أعلن أمام البرلمان أن الوضع يبقى إلى حدود الساعة «عاديا». وقال بوطيب إن السلطات المغربية تعمل في إطار التنسيق مع نظيرتها السعودية التي اتخذت مجموعة من الإجراءات من أجل ضمان مرور موسم الحج في ظروف ملائمة.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بإمكانية صنع اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير في تاريخ سابق لموسم الحج وهو ما سيسمح بخضوع الحجاج للتلقيح، وأكد أن اللجنة الملكية المكلفة بشؤون الحج تعقد اجتماعات دورية لتقييم الوضع، وأن أي تطور مفاجئ سيتم الإعلان عنه في حينه.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة الخاصة المنبثقة عن اللجنة الملكية للحج، المختلطة بين وزارتي الصحة والأوقاف، اجتماعا لها في وسط الأسبوع المقبل لإكمال الترتيبات اللازمة التي سيتم اتخاذها لموسم الحج هذا العام. وأفاد مصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الحجاج المغاربة الذين حالفهم الحظ وفازوا في القرعة سوف يخضعون لفحوصات طبية تحت إشراف لجنة إقليمية، هي التي سوف تمنح الحجاج شواهد طبية تثبت استحقاقهم لأداء الفريضة في حال خلوهم من أي إصابة. وقال المصدر نفسه إن إلغاء أو تقليص عدد الحجاج المغاربة هي من مهمة السلطات السعودية التي تقرر منع دخول حجاج بلد معين بسبب المرض أو الحد من المشاركة. ومعلوم أن كوطا الحج بالنسبة لكل بلد تم تحديدها من طرف منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1987 في مؤتمر عمان، حيث تم الاتفاق على تخصيص عدد معين لكل بلد بنسبة 1 في ألف نسمة أو ألف في كل مليون نسمة.
وأنهت وزارة الأوقاف ترتيبات الحج في السعودية في وقت مبكر هذا العام، على غير عادتها في المواسم السابقة، مما يؤشر على عزمها في إتمام العملية، حيث قام رئيس بعثات الحج الجديد مؤخرا بزيارة للسعودية بعد إتمام عملية حجز العمارات الخاصة بالحجاج المغاربة، وعلق مصدر من الوزارة على أن إسراع هذه الأخيرة في هذه الإجراءات شابه نوع من التسرع دون انتظار ما يمكن أن يصدر عن السلطات السعودية التي قد تفاجئ المغرب.
هذا في حين فضل المجلس العلمي الأعلى عدم التطرق للموضوع، في ضوء الجدل القائم في عدد من الدول العربية. وقال مصدر من المجلس، رغب في عدم الكشف عن اسمه، إن دور هذا الأخير في هذا الموضوع يظل تابعا لوزارة الأوقاف، حيث لا يمكن أن يصدر عنه أي رأي فقهي ما لم تطلب منه الوزارة ذلك. وقال المتحدث إن سلاطين المغرب في الماضي كانوا يؤجلون الحج حفاظا على أمن المواطنين، ترجيحا للمصلحة، سواء بسبب الطاعون أو الفتن أو قطاع الطرق.
وكانت السعودية قد أصدرت في وقت سابق فتوى تحرم السفر إلى البلدان التي انتشر فيها مرض انفلونزا الخنازير،وهي نفس الفتوى التي صدرت من الكويت، في حين دعا كبير المفتين في دبي إلى تأجيل أداء العمرة والحد من التجمع في الصلاة إلى حين استقرار الوضع الصحي العالمي،
وينتظر أن يعقد مجمع البحوث الإسلامية في مصر اجتماعا لحسم النقاش الدائر حاليا بالاستناد على تقارير عن الوضع الصحي .
المصدر:جريدةالمساء