منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    سجن بلا قضبان الجدار الاسرائيلي

    fatima
    fatima
    عضو برونزي
    عضو برونزي


    تاريخ التسجيل : 23/10/2009

    GMT + 3 Hours سجن بلا قضبان الجدار الاسرائيلي

    مُساهمة من طرف fatima 16/12/2009, 15:37


    إستيقظتُ مبكرةٌ على غيرِ عادة حيثُ كنتُ استعدُ للخروجِ الى رحلة جماعية نظمّها المركز الجماهيري الخاص بمنطقتنا، شرعت ُ بحزم أمتعتي وبعض الاطعمة والملابس الخاصة بالمنطقةِ المتجهين لها ، فتلك هي المرة الأولى التي أزور بها هذا المكان رغم انها أجمل مناطق بلادي ولكنها مثل باقي أهم المناطق الأثريه والسياحية وأماكن الأستجمام الطبيعية في فلسطين تُعتبر تحت قبضة الاحتلال فاليوم وجهتنا الى منطقة جبل الشيخ.
    في السابعة تماما انطلقت الحافلة ، كان صباحاً مشرقاً وكانت شمسه طاغية كطاووس فرش ريشه متباهياً وسار على وهن رافعا رأسه موقناً أن العيون تلاحقه لتتمتع بجماله البهي هكذا رأيتها وأنا اترقب جمال أشعتها المترامية على جانبي الطريق، فهذه هي إحدى هواياتي منذ نعومة أظافري ، متعة خاصة جداً تملأُني حين أُلقي بجبيني على زجاجِ النافذةِ وتُبحرُ عيناي في الأفق ،فلحظاتٌ أتيهُ بما تُبصره عيناي ولحظاتٌ أخرى أتيه بداخلي لأستفيق على وكزةِ إحدى رفيقاتي بالجوار متسائلة:هل تأكدتِ من إحضار بطاقتك؟
    هو أهم سؤال إعتادَه أفراد مجتمعنا عند مغادرتهم منازلهم، فكلنا نعلمُ أننا سوف نمر عدة نقاط تفتيش قبل أن ندخل المنطقة الخضراء ، وذلك لن يتم إلا بإخراج بطاقاتنا الزرقاء وتأكد الجنود الاسرائيلين عند كل نقطة تفتيش أننا جميعا من حاملي البطاقات الاسرائيلية فأهلنا قاطني الضفة الغربية حاملي البطاقات الخضراء لا يُسمح لهم بالعبور من هذه النقاط وهذا ما منع بعض أعز صديقاتنا من مرافقتنا في هذه الرحلة الشيقة ، وهو نفس السبب الذي زرع الحقد بين أبناء البلد الواحدة فسياسة العدو فرّق تسُد وقد تمكنّت الحكومة الاسرائيلية من نثر بذور الفُرقة بيننا، حتى أنني اصبحتُ أخشى من إخراج بطاقتي الشخصية في بعض الأماكن تجنباً لنظرة حقد من أخ فلسطيني لا يتمتع بصلاحياتي كمواطنة تحمل البطاقة الزرقاء .
    مثل اي رحلة الى بقعةٍ جديدة ومع مجموعة من أعز الصديقات كانت فرحة تلف وجودنا سوياً ،وشوق يحملنا على جناح الأمل ليسبق وصولنا لذلك المكان البعيد ، وكأن الحافلة تلحقه بأقصى سرعه. وأثناء ذلك كنتُ أترقب ما حولي بصمت وحبور فقد مرّ زمن ولم أخرج في رحلة، مازالت رأسي ملقية على الزجاج وما زالت عيناي مبحرة في لوحاتِ طبيعتنا الغنية حيثُ البِساط الأخضر والخطوط الذهبية وزُرقةٌ صافية، وطيور تُحلقُ بحريه ، وهذا أكثر ما لفت إنتباهي ففكرتُ كيف وصلت هذه الطيور لهنا، ترى هل تحمل بطاقات إسرائيليه هي الأُخرى؟....
    وعلى أبعاد مختلفة كنت أترقب ذلك الجدار الذي فرضه الإحتلال المتغطرس على شعبنا وأراضينا، لم يفصلوا الأراضي فقط كما يدّعون وإنما فرّقوا شعباً وشقّوا تاريخاً ومزقوا حقوقاً وبددوا إحساسا فأصبحنا شعبين فلسطينيين وثالث صهيوني له كل الحقوق ، ومن وراءِه حكومة تدعم وتبني وتُقدم فلسطين بكل ما فيها بعد أن تُزيل حروفها من أبجدياتهم بكلمة على بطاقاتهم مكان الاقامة : اسرائيل.
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    كنتُ أفكر بكل هذا مجبرة لا مُختارة فالمنظر الدائم بطريقنا ذلك الجدارُ اللعين فكم هو طويلٌ طويل وعلى طول المدى، ولكن ما أثار جنوني تغيير شكله من مكان لآخر وتغيير إرتفاعه من جهه لأُخرى ، فهو من جهة الداخل الأسرائيلي عبارة عن لوحات فنية رُسمت عليه لينسى المستوطن اليهودي أنه مُحتَل ويعتَقِد أنه داخل طبيعة بلده الأم، ومن جهات أُخرى تم رفع مستوى الأرض وبناء أحواض على شكل أمواج زُرع بها ورود من جميع الألوان والأصناف تتيه بجمالها العيون ولكن طبعا عيونهم ،لأننا عندما نشاهد هذه المناظر يعود لذاكرتنا شكل الجدار نفسه من جهة الضفة الغربية ذلك الحائط الاسمنتي ذا العُلو الشاهق والذي كُتبَت عليه بعض الشعارات الوطنية ورُسمَت بعض صور لشخصيات فلسطينيه سياسية

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    هنا نزلت دمعة متسحبة من عيني عندما مرّ بتفكيري تأثير هذه المناظر وتلك على أطفالنا في حين أن أطفالهم لا يروا إلا مناظر طبيعية وورود ، لِمَ يكبُر أبناءنا وتكبر معهم صور هذا الجدار الذي يلاحقهم بكل إتجاه؟............

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    وهل سوف يتعودون على وجوده فيصبح معلماً طبيعياً لطريقنا ؟.......

    هل سوف نستطيع أن نهرب من شعورنا بأننا مجرد سُجناء بسجن كبير؟.........

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    مسحتُ دموعي على صوت أحد الجنود على نقطةِ التفتيش يُطالب بإِخراج بطاقتي ، كنتُ أفيضُ غضباً ، أخرجتُها من حقيبتي اليدوية ورفعتُها أمامه بعد أن فتحتُها ونزعتُ نظاراتي الشمسية حسب قوانينهم البربرية ، فما نحن سوى عبيد لهم يأمرونا لنقف ويأمرونا لنسير ويحددون الأتجاه لنا.
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    بعد حوالي ثلاث ساعات من الانطلاق بدأت تلك التلال البيضاء بالظهور أمام أعيننا وبدأتُ أسمع صرخات الاعجاب تصدر من داخل الحافلة متشوقين للوصول حيثُ الامتدادات البيضاء الساحرة ، نقترب ونقترب ويزداد المنظر إبهاراً وجمالاً، جبالٌ عالية تغطيها الثلوج وشمسٌ تُطل من بعيد وكأنها تتأقلمُ مع المكان فلم تُسلط عليه حرارتها حتى تحافظ على جماله الأخاذ ، كانت الحافلة تسير بطريق صاعدة لمدة أكثر من نصف ساعة وتدور حول الجبال حتى تصل أقرب قمة يمكن الوقوف عندها الى أن وصلنا مكان العبور والذي كان تحت سيطرة اليهود ، ينظمون دخولنا ويقبضون ثمن السماح لنا بالتمتع في ربوع وطننا.
    وكأي فرحة كُتبت لنا كان لا بد من غصة تصحبها فكلما أمعنتُ النظر في هذا المكان الفائق الجمال الذي يملأني فخراً أنه جزء من بلدي ولكنها الغصة ذاتها فنحن هنا بصفة زائرين ( غرباء)، شعور قاتل فمِن رَحم الخيانة وُ لدت معاناتنا وكبرت معنا فأصبحنا منها وصارت منّا .
    وبعد قضاء وقت لا بأس به بأحضان طبيعتنا متناسيين تلك الآلام والآهات القاطنه بداخلنا ، عدنا أدراجنا الى الحافلة متجهين جنوباً حيث القدس ، اخيراً وصلنا وكان آخر المطاف حاجز قلنديا ورُغم أني أمر من هنا يومياً الا أنني نظرتُ لجدار الفصل العنصري وكأنني أشاهده للمرةِ الاولى.

    أسطورة القدر & حروف بقطرات الندى

    تمت بحمد الله

      الوقت/التاريخ الآن هو 9/5/2024, 10:41