المدرسة المغربية تعرف تعبئة غير مسبوقة لإنجاح مسلسل الإصلاح (السيد اخشيشن)
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن، مساء اليوم الأربعاء بكلميم، أن المدرسة المغربية تعرف حاليا تعبئة غير مسبوقة من أجل إنجاح مسلسل الإصلاح.وأوضح السيد اخشيشن، خلال ترؤسه لأشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين لجهة كلميم-السمارة، أن هذه التعبئة تتجسد في الاهتمام الذي أبداه المجتمع المغربي ومختلف مكوناته بالمدرسة، وفي الزيارات الميدانية التي تمت بمناسبة انطلاق الدخول المدرسي الحالي من أجل الاطلاع عن كثب على أحوال المدرسة.
وأضاف أن التتبع اليومي لمراحل إعداد الدخول المدرسي أبان عن تحول نوعي ملموس في مواقف مختلف الفاعلين وكذا عن استعدادهم للانخراط في إنجاح البرامج الاستعجالية الجهوية.
وسجل الوزير أنه على الرغم من وجود إرادة قوية وإصرار لدى الفاعلين على إنجاح الإصلاح، فإن هناك صعوبات تتطلب مضاعفة الجهود ومواصلة المثابرة لمواجهتها عبر الرفع من القدرات التدبيرية الريادية لأطر ومسؤولي الوزارة بجميع مكوناتها في علاقة بما يتطلبه تطبيق البرنامج الاستعجالي من قدرة على التحكم في منهجية ووتيرة إنجازه وتعبئة كل الأطراف من أجل تملكه والانخراط في أوراشه.
وذكر السيد اخشيشن بالمجهودات المهمة المبذولة من أجل مواجهة المعيقات السوسيو-اقتصادية التي تقف في وجه التمدرس، مبرزا، في هذا الصدد، أن الميزانية المخصصة لمواجهة هذه المعيقات بلغت خلال الموسم الدراسي الحالي مليار و730 مليون درهم مقابل 760 مليون درهم فقط خلال الموسم الماضي.
كما استعرض الأوراش المفتوحة في إطار البرنامج الاستعجالي على مستويات توسيع العرض التربوي وتأهيل الفضاءات التعليمية وربطها بشبكات الماء والكهرباء، ووضع برنامج عمل لتطوير النموذج البيداغوجي والارتقاء بجودة التعلمات.
وأكد أن وزارة التربية الوطنية تواصل وضع لبنات حكامة جيدة تقوم على توضيح المسؤولية وتدقيقها على كافة المستويات، واتخذت العديد من الإجراءات التي تسعى إلى تفعيل نهج الشراكة وترسيخه واعتماد مبدأ القرب واستكمال تطبيق مشروع اللامركزية واللاتمركز من أجل إعادة المبادرة للفرق التربوية لتتحمل مسؤولياتها في تجويد الفعل التربوي.
من جهته، استعرض مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم-السمارة السيد محمد لعوينة حصيلة منجزات الأكاديمية برسم السنة المالية 2009 وبرنامج العمل لسنة 2010، معتبرا أن هذه الدورة تشكل محطة حاسمة ودقيقة في زمن إصلاح منظومة التربية والتكوين من خلال الأجرأة الميدانية لمشاريع البرنامج الاستعجالي (2009-2012).
وأشار إلى أن الدخول المدرسي الحالي يشكل الانطلاقة الفعلية لتنفيذ البرنامج الاستعجالي الهادف إلى توفير مقومات تأهيل المنظومة التربوية ومعالجة إشكالاتها البنيوية، مؤكدا، في هذا الصدد، على ضرورة العمل على تحقيق نقلة نوعية في آليات التدبير والارتقاء بطريقة العمل من خلال اعتماد منهجية المشروع والتدبير المتمحور حول النتائج لخلق دينامية وتحقيق أثر ملحوظ لوتيرة الإصلاح في قلب المؤسسات التعليمية.
وأوضح أن هذه الرهانات لن يتم تحقيقها على أرض الواقع إلا بتظافر الجهود والانخراط الجدي والإيجابي والمسؤول من طرف الجميع في هذا الورش التربوي المفتوح.
من جهة أخرى، دعا المشاركون في هذه الدورة إلى العمل على تجاوز الإكراهات التي تعيق التمدرس والمتعلقة، على الخصوص، بظاهرة الاكتظاظ والهدر المدرسي والنقص الحاصل في تعلم اللغات الحية والخصاص في الأطر التربوية.
وطالبوا بإعطاء مزيد من الاهتمام للعالم القروي في مجال التمدرس وتخصيص تحفيزات لرجال التعليم بهذه المناطق، والتعجيل بإحداث الأقسام التحضيرية ومراكز التكوين وقاعات للأنشطة، وتشجيع الاستثمار في مجال التعليم الخصوصي، بالإضافة إلى تفعيل دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ.
واختتم هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص والي جهة كلميم-السمارة عامل إقليم كلميم السيد أحمد حيمدي وعمال أقاليم أسا-الزاك، وطاطا، والسمارة، بالمصادقة على برنامج عمل الأكاديمية ومشروع ميزانيتها لسنة 2010.