منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    التائه والثوبة......................الإيمان بدرة في قلب كل إنسان.......

    fatima
    fatima
    عضو برونزي
    عضو برونزي


    تاريخ التسجيل : 23/10/2009

    GMT + 3 Hours التائه والثوبة......................الإيمان بدرة في قلب كل إنسان.......

    مُساهمة من طرف fatima 1/2/2010, 10:58


    التائه
    والتوبة



    خلق الإنسان من أجل عبادة الله تعالى، وليس هذا فقط بل الكون بأسره
    يعبده ويسبح بحمده، فكيف لنا نحن البشر ألا نعبده وهو فضلنا على سائر خلقه وكرمنا
    بالعقل.



    قد
    لا يخفى علينا أنه مند القدم، والله تعالى يرسل الرسل والأنبياء مبشرين ومندرين إلى
    كافة الناس، حتى لا يكون لهم حجة أمام الله يوم الحساب، فبشرنا بالجنة ووعد المتقين
    بها، وأندرنا من النار وجعلها عقاب للكافرين والمكذبين، فختلف الناس ما بين مصدق
    لرسل الله تعالى ومكذب وجاحدا لها، رغم أنهم جاءوا بالجحة والدليل على صدق قولهم،
    ولكن المشركين اعتقدوا أنه لا وجود ليوم الحساب، وضنوا أنهم خالدين في الدنيا،
    وتناسوا أن الله تعالى قال " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" وهذا إن دل فإنما
    يدل على أن البقاء لله تعالى وحده لا شريك له، وحتى لو نظرنا بالمنطق والعقل،
    لأدركنا أننا خلقنا من أجل هدف معين، ولم نخلق عبث كما يعتقد المشركين، رغم أن الله
    تعالى أثبتها بالحجة والدليل، ولكنهم وضعوا أيادهم على أذانهم حتى لا يسمعوا كلام
    الله تعالى ويتبعون أهواء أنفسهم.




    ومن هنا نزيد يقينا بأننا ذوي البشر لم نخلق عبث، بل خلقنا من
    أجل عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، له الملك وهو على كل شيء قدير، وليست
    العبادة هي الفرائض الخمس، بل هي أسس ومقومات في الحياة الدنيا، فالعمل عبادة وطلب
    العلم عبادة ومساعدة محتاج عبادة وتقديم النصيحة عبادة..............إلخ ولكن تبقى
    الأركان الخمس هي ركائز الدين الحنيف.




    كتبت هذه المقدمة القصيرة حتى أوضح أننا لم نخلق عبث، إنما خلقنا من
    أجل عبادة الله تعالى، وسأختار هذا المنطلق لأتحدث عن التائه في الحياة، يعيش بدون
    أمل أو هدف في حياته، ولربما صنع له القدر طريق أفضل.



    تخيل الحياة لهوا ولعبا ولم يعرها اهتمام، يستيقظ صباحا يأكل
    ثم يغادر البيت متجها إلى مكان مجهول، ليس لديه غرض في الحياة وكأنه ينتظر الموت
    فقط، دون أن يسأل نفسه يوما هل أعد لها العدة أم لا؟ ربما يبدو السؤال غريبا عليه،
    كونه لو يفكر يوما أن يطرح على نفسه هذا السؤال، ويبقى دوما إنسانا يعيش بدون روح




    ومن هنا أتذكر قصة إنسان كنت أشاهده يوما بعد يوم أمام باب الثانوية،
    ودوما كنت أتسائل عن السبب الذي يجعله يبدوا إنسانا تائها لا يدرك حجم مصيبته، وفي
    أحد الأيام قررت محاولة التقرب منه ومعرفته مشكلته، ومساعدته إن أمكنني ذلك، فأصبحث
    أقترب منه شيء فشيء، أحيانا أحييه وأحيانا لا، حتى جاءت لحظة وشاهدته على الرصيف
    واقفا مشغولا البال، فسألته ما بك يا هذا، ما الذي أصابك؟ فنظر إلي نظرات غريبة،
    ربما لو تعمقت النظر فيها لأدركت مدى حزنه، فقال لي: أغرب عن وجهي من تكون لتسألني؟


    فأجبته: أنا فلان فما سألتك إلا أنني رأيتك مشغول البال،ولكنني سأكون
    سعيدا إن تعرفتك عليك

    فقال: أي سعادة تتكلم عليها يا هذا وهل هناك أشياء يمكنها أن تسعدنا؟


    حينها أدركت أن قلبه مملوء عن أخره، وأن بداخله حزن عميق، وأن الحياة
    لا تساوي شيء لديه

    فأجبته: لا تقل هدا يا أخي، وتأكد بأنه هناك أمور عديدة قد تجعل
    الإنسان سعيدا

    نظر إلي نظرات غريبة، تم ودعني وذهب بدون أن يتفوه بأي كلمة، بعدها
    أدركت أن حجم همه كبير، مند تلك اللحظة لم أره مجددا أمام الثانوية، رغم أنني بحث
    عنه طويلا إلا أنني لم أجد.



    مرت الأيام والأيام وشاءت الصدف أن التقيه مجددا، ولكن هذه المرة ليس
    أمام باب الثانوية، ولكن أمام أحد المنازل ليلا، وهو في حالة يرثى لها،
    كانت رائحة الخمر تفوح منه، حينها أصبت بالدهشة والحيرة معا، وبدأت عيني تدمع وأنا
    أشاهد ذاك المنظر، تخيلت حينها أنني أرى شبح إنسان وليس إنسان، فهو في حالة ربما من
    الصعب علي اختيار الكلمة المناسبة من أجل وصف حالته.



    جلست إليه لكي أتحدث معه

    فقلت له: ما الذي أصابك يا أخي

    فأجابني: الذنيا يا أخي الذنيا

    فسألته ما بها الذنيا وما الذي فعلته بك؟

    فأجابني: لا يوجد عمل، ولا يوجد شيئ، أحس أنني إنسان لا حاجة للذنيا به


    فقلت له: لا عليك يا أخي أنصحك بالاتجاء إلى الله تعالى فهو قادر على
    تيسير أمورك، وكن على يقين أنه وحده من تجد عنده الحل لمشكلتك


    فنظر إلي نظرات عميقة تحمل معاني كثيرة، ربما حينها أدرك المغزى من
    كلامي، وتحدث قائلا: سأحكي لك حكايتي، ربما وجدت فيك من يسمعني ويخفف عني ألمي
    ومعاناتي

    فأجبته: ربما كذلك تجدني إن شاء الله تعالى.



    فبدأ يتحدث لي عن طفولته، وما عناه من ألم ومعانات عن طريق تهميشه من
    طرف والداه، وقال لي بالحرف الواحد: كنت في حاجة إلى الحنان والعطف فلم
    أجدهما، كانت لغة المال هي من تتكلم في البيت، وكأن المال كل شيء بالحياة، عندما
    كنت أرغب في التحدث إليهما محاولا أن أستشيرهما في أمر يخصني، فينظرا إلي
    ويقولا: كم تريد؟ فيقدما لي قدر من المال تم ينصرفا عني، حينها كنت أشعر بالحزن
    العميق يخترق قلبي، بعدها بفترة قصيرة مللت الدراسة ولم أعد أعيرها اهتماما، فلم
    أعد أغادر البيت وأقضي جل وقتي فيه، وكالعادة لاتوجد أي كلمة عتاب منهما، وكأنه لم
    يحدث شيء، بعدها تغير حالتي ولم أعد اهتم بأي شيء آخر، فقد حتجت لمدة قصيرة حتى
    أصبح من المدمنين على التدخين، وليس هذا فقط بل أصبحث مدمنا على المخدرات والخمر





    ربما يا صديقي أقول لك أنني أصبحث أشعر أني إنسان غير مرغوب فيه، فتركت
    الدراسة بعدها، فلم أسمع منهما لو كلمة عتاب، حياتهما هي جمع المال وكأن سنحيا أبدا
    الدهر ولن نموت.





    مر
    على مغادرتي الدراسة أكثر من 4 سنوات، ربما لن تصدقني إن قلت لك أنني تمنيت لو أسمع
    منهما كلمة عتاب، ولو مرة واحدة عن كل ما صدر مني، ولكن أجدهما يعاملان وكأنه لم
    يحدث شيء، تخيل يا صديقي أستيقظ صباحا فأجد مصروف اليوم أمام التلفاز ولا أحد في
    البيت كالعادة، فأنا وحيد ليس لي أخ ولا أخت، أتناول فطوري وأحمل مصروفي وأغادر
    البيت، فأقضي جل اليوم في التدخين والتسلية مع الفتيات، يومي يمر أمام المدارس
    والثانويات باحث عن اللذة الجنسية، ربما الحقيقة أنني إنسان وجوده من عدمه لا يفرق
    شيئا، ربما لنقل تائه، ربما هي تصف حالتي وربما لا، والحقيقة يا صديقي أنني دوما
    أتمنى الموت بدل أن العيش في مكان لا أعرف قيمته، فأنا إنسان خرب حياته، وحطم
    أحلامه، وهاهو اليوم يقضي على أجمل فترات حياته بين التدخين وشرب
    الخمر.



    نظرت إليه نظرات عميقة، شهدت خلالها حزنا عميقا في عينيه، وتمنيت لو
    أستطيع مساعدته، حينها رفعت بصري إلى السماء، ونظرت نحو النجوم وقلت بصوت
    مرتفع : "ربي إليك ألتجئ ولا رب سواك، اغفر ذنبنا وطهر قلبنا إنك أنت العليم
    الحكيم " بعدها نظر إلي نظرة عميقة، أدركت خلالها أنه يرغب بالتغيير، ويحلم بحياة
    أفضل من هذه، بعدها قمت وطلبت منه أن يقوم معي، فنظر إلي ثم قال: إلى أين يا صديقي؟


    فأجبته: أصمت ولا تسألني وهيا نترك المكان

    بعدها قام معي وغادرنا المكان، وكان قد بلغ الليل منتصفه، وبعد مدة
    قصيرة وصلنا إلى المكان المعلوم، ونظرت إليه نظرة مفعمة بابتسامة فقلت له: هنا الحل
    يا صديقي

    فقال: وكيف يكون المسجد حلا؟ وهل إذا دخلنا إليه سنجد الحل فيه؟


    فقلت : إنه بيت الله تعالى، المكان الذي دوما يذكرنا برب العزة، وقد
    أكد الله تعالى أن هذا المكان لا يدخله إلا المطهرون،

    دخلت فحملت كتاب الله تعالى ونظرة إليه فقلت له: إنه كتاب الله وكذلك
    فإنه لا يمسه إلا المطهرون، ولم أكن لأكمل كلامي حتى بدأت عيناه تدمع، فأحسست بأن
    قلبه يخفق حبا لله، وكأن هذا الشعور لأول مرة يقتحم قلبه.



    فقلت له : يا صديقي لا تحزن، فأمامك الكثير من الوقت حتى تدخله، فأسرع
    بالتوبة إلى الله، وكن على يقين أن الله تعالى سيقبل توبتك.

    فقال : وهل يمكنني أن أثوب، بعدما فسدت في الأرض ومارست كلما حرم الله
    تعالى

    فقلت: إن الله غفور رحيم وإن الله عفوا كريم، فلا تيأس من رحمته تعالى،
    فإنه لا ييأس من رحمته إلا القوم الكافرون

    فقال : وكيف أثوب إلى الله تعالى

    فقلت له: أعرض ما تفعله واستعن بالله، تجده معك، واعلم أن الله لا
    يخون، وأن الله معك أينما كنت ورتحلت، واتق برب السماء فإنه القادر على تبصير قلبك
    وتيسير أمرك

    فقال: ربما أجدك صادقا فيما تقول، وأكون شاكرا لك يا صديقي إن دعوة لي
    الله يغفر ذنبي، ويطهر قلبي، وجعلني لأنعمه من الشاكرين.

    فرفعت بصري إلى الماء مجددا وقلت "اللهم نسألك الهداية، ونسألك الرحمة،
    ونسألك طريق الصواب، اللهم لك البقاء وحدك، فأعنا وكن معنا حتى نعود إليك، الله
    اشرح قلبنا للإيمان وجعل قلوبنا مرتبطة بذكرك يارب العالمين، اللهم نسألك أن تربط
    قلوبنا بالقرآن الكريم وأن تجعله بصيرة لنا إلى يوم الدين، إنك مجيب الدعوات يارب
    العالمين".



    فتبسم في وجهي ودعاني إلي بيته، فقبلت دعوته، وعندما وصلنا إلى البيت
    وجدنا والداه نائمان، فقام وأدخلني إلى غرفته وقال: علمني كيف أغتس؟ وكيف أصلي؟
    وكيف يكون قلبي مرتبط بذكر الله تعالى؟ ربما وجدت ضالتي حينها


    فقلت له: أفعلا يا صديقي ترغب في التغيير؟

    فقال: لأنني أريد أن اغتس من الدنوبي، أريدها اليوم أن تكون بدايتي حتى
    أعود إلى طريق الله، فقد أحييت في الأمل وأشعلت فثيل النور في
    قلبي

    فشعرت حينها برغبة في الصراخ ولكنني لم أستطع، فقد غمرت الفرحة قلبي
    فوعدته أن أقدم له كتاب مفصل عن كل أمور الدين

    فقال لي: حدثني عن الدين قليلا، فطلبت منه أن يجلس إلى جانبي، فجلس إلي
    وتحدتا معا طوال الليل، تحدث له عن أمور كثيرة يجب عليه أن يغيرها بداخله، وأن حب
    والداه يجب أن يكون في قلبه رغم كل شيء، وأن الصلاة لا بد لها أن تنهاه عن المنكر
    والفحشاء بإذن الله تعالى، وحدثه عن أحب الخلق إلى الله تعالى، ألا وهو محمد صلى
    الله عليه وسلم أشرف خلق الله.



    مر
    على ذلك اليوم ثلاثة أيام، كانت كافية لتجعل في نفسه رغبة كبيرة في التغيير،وتزيد
    من إصراره على ذلك، فقدمت له الكتاب الذي وعدته، وسألته: كيف تمر لديك الأمور يا
    صديقي؟

    فأجابني: الحمد لله لم أدخلن سوى مرتان في ثلاثة أيام الماضية، أما
    بالنسبة للخمر فإنني حرمته على نفسي، ووعدت ربي بأن تكون بداية الثوبة منه، وكذا
    فإنني بدأت في البحث عن العمل، وتحسنت علاقتي بأمي وأبي، فأصبحث أحبهما كثيرا، رغم
    كل شيء فقد أدركت أن حبهما من حب الله تعالى، فأحببتهما حتى أكون قد أطعت الله
    تعالى، ربما أقول لك يا صديقي أنك غيرت حياتي، وجعلت منها أكثر وضوحا بعدما كنت
    تائها فيها، وأقول الحق أنني لو شكرتك ليلا ونهارا فلن أوفيك حقك، فقد تجاهلني
    المجتمع وكنت أنت الوحيد الذي نظر إلي

    فقلت له: إنما الشكر لله تعالى وحده لا شريك له، هو من أنقدك من الهلاك
    لأنه يحبك، فكن شاكرا له، إنما الفضل له والحمد لله على كل شيء، أما أنا فقد كنت
    السبب لا غير

    فقال: الحمد لله كثيرا على فضله، وإنني له لمن الشاكرين


    بعدها توجهنا معا إلى المسجد وأدينا صلاة الظهر معا، حينها أخبرني أنه
    يود زيارة دار الأتيام، حقيقة استغربت لما قاله لي، فلم أكن أعتقد أنه سيطلب مني
    هذا، فوافقت على الذهاب معه، ربما هي أول مرة أقوم فيها بزيارة لدار الأيتام


    بعدها توجهنا إلى عين المكان وحملنا معنا هدايا للأطفال، لقد كان يوما
    ممتعا وكنت سعيدا كوني أدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال.



    مند تلك اللحظة لم نعد نفترق، نقضي جل وقت معا، نتحدث عن أمور كثيرة،
    فقد أجمعنا معا على أن نعمل على إسعاد الناس قدر المستطاع، فنخلق البسمة والسرور في
    نفوسهم بدل الحزن والألم، عشت لحظات لا تنسى أبدا ولا زالت أتذكرها ليومنا
    هذا





    في
    الحقيقة ليست قصة حقيقية، إنما هي قصة من تأليف خيالي، كوني أدركت اليوم بأن في قلب
    كل إنسان نطفة من الإيمان مزروعة بداخله، فقط يجب أن نبحث عنها، ونساعده على التغير
    نحو الأفضل، وتأكد بأنها لا توجد سعادة أعظم من تلك التي يشعر بها المرء
    عندما يكون السبب في إنقاد حياة إنسان من طريق الهلاك.



    لكن قبل أن تنظر إلى الناس أنظر إلى نفسك أولا، وغير ما بداخلك، وأصلح
    عيوبك أولا، وبعدها أنظر إلى عيوب الأخرين، من أحبابك وأصدقائك وأقرب الناس إليك،
    ولا تنتظر جزاء من البشر، ولكن انتظر جزاء رب البشر فهو خير لك وأنفع.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 9/5/2024, 13:15