لفظ عجوز في عقده السابع، يوم الجمعة الماضي، أنفاسه الأخيرة بقسم الإنعاش بمستشفى ابن طفيل في مراكش، متأثرا بجروح متفاوتة أصيب بها في الرأس وفي أنحاء مختلفة من جسده.
بعد أن فوجئ بشجرة متهالكة تهوى عليه بعرصة البيلك المحاذية لساحة جامع الفناء، مساء يوم الخميس الماضي.
وكان الضحية، المدعو قيد حياته بدري لحسن، متزوج وأب لثلاثة أبناء، دائم التردد على عرصة البيلك لتمضية بعض الوقت والاستظلال بالأشجار المعمرة المتهالكة، التي مر عليها أزيد من 80 سنة وتعود إلى فترة الاستعمار.
وأصبحت الأشجار المتهالكة، التي تؤثث فضاء العرصة، تهدد أرواح المواطنين وتشكل خطرا على المارة، خصوصا زوار ساحة جامع الفنا، التي جرى تصنيفها كتراث شفوي للإنسانية من طرف اليونسكو، بسبب شيخوختها وسقوطها المفاجئ أمام غياب المسؤولين بالمجلس الجماعي، ولامبالاة المصالح المختصة بالبلدية، التي تبقى عاجزة عن الاهتمام بهذه الأشجار التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة المارة، بسبب تقادمها.
وأفاد مصدر قريب من عائلة الضحية بأن أبناءه يعتزمون رفع دعوى قضائية إلى رئيس المحكمة الإدارية بمراكش، في مواجهة المجلس الجماعي باعتباره المسؤول الأول عن وفاة الضحية، من أجل المطالبة بالتعويضات عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقتهم جراء وفاة معيلهم الوحيد.
وكانت العرصة المذكورة مسرحا لحوادث مماثلة، أبرزها سقوط شجرة من الحجم الكبير على سائح إسباني كان في جولة سياحية بساحة جامع الفناء وبعض المآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء، أصيب على إثرها بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس والصدر، أدخلته في غيبوبة مما استدعى نقله في حالة مستعجلة إلى مستشفى ابن طفيل على متن سيارة الإسعاف، لتجري إحالته على قسم الإنعاش بالمستشفى المذكور، ووضعه تحت العناية المركزة وتقديم العلاجات الضرورية لإنقاذه وإرجاع أمل الحياة إليه.
جريدة الصحراء المغربية