حذاري من المنزلق الذي قد تقع فيه وزارة التربية
يظهر أن وزارة التربية الوطنية ، لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع أقدم ملف لديها وهوملف المفتشين، فحسب ما يروج داخل المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم ، فإن الوزارة أخلت بالتزامات كانت قد تعهدت بها خلال الحوار الذي جمعها بممثلي المفتشين في شهر نونبر ؛ولعل بيان المكتب الوطني الأخير أبان بالواضــــــح الصريح نية الوزارة المفضوحة في الإجهاز على مكتسبات أشار إليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين بدءا بتحسين الظروف المادية للمفتشين وتمتيعهم بتعويضات مماثلة لنظرائهم في مختلف الوزارات وانتهــــــــــــاء بالاستقلالية الوظيفية التي تتطلب هيكلة جديدة ، تمكن جهاز التفتيش من القيام بواجب حراسة المنظومة التربوية ، وهذا ما يقلق المسؤولين مركزيا وجهويا وإقليميا ، خاصة المنتمين إلى فئة دوي الحساسية المفرطة ضد جهاز التفتيش ، وهو جهاز يقلقهم لأنه بكل بساطة يكشف سوء التدبير ، فلازال هؤلاء (أصحاب الحساسية اتجاه المفتش وموفعه التراتبي)يسوفون ويناورون من أجل اسقاط مطلب الاستقلاليةالوظيفية ، لأن المراقبة المستقلة عن الادارة المكلفة بالتدبير تكون ذات جدوى وفعالية ولها وزن خلاف المراقبة الصورية التي تؤول نتائـــــــج تقـــــــاريرها وملاحظاتها إلى إدارة تكون خصما وحكما في نفس الوقت ، فبدون استقلاليــــة على غراراستقلالية المراقبة في مختلف الوزارات ، لايمكن أن يؤدي جهاز التفتيش دوره على الوجه الأكمل ، فمثلما تكون مفتشية مركزية تراقب المنظومة التربوية مركزيا كذلك توجد مفتشيات جهوية وإقليمية تراقب هذه المنظومة جهويا وإقليميا ، وهذه المراقبة شمولية تعني كل ما يتعلق بها من تدبير ـ على حد تعبير أستاذنا الجليل محمد شركي فإذا كانت تقارير جهاز التفتيش مركزيا وجهويا وإقليميا ينتهي مصيرها إلى هذه الادارة التي هي الطرف المسؤول عن سوء التدبير فمن الطبيعي أن تحال إلى الأرشيف، فما قيمة تقارير هذا شأنها ؛ المطلوب هو مراقبة كل الاختلالات التي يكون من ورائها مدير أكاديمية أو نائب أو مدير مديرية .... إن مطلب الاستقلالية الوظيفية الذي يريده جهاز التفتيش ليس مجرد رغبة في الحصول على امتياز ، كما يظن من ينتابهم القلق من جهاز التفتيش بل هو آلية من آليات اشتغال التفتيش والمراقبة لصيانة المنظومة التربوية من كل سوء تدبير مهما كانت الجهة المسؤولة عنه داخل الوزارة الوصية من أبسط موظف إلى أسمى موظف ، وقد يتساءل البعض : وماذا عن مراقبة المفتش ؟ من يحاسبه ؟نقول : إن جهاز التفتيش يراقب أطره وهياكله من خلال تراتبية تماما كما هو الحال بالنسبة لكل الوزارات ، فلا يوجد مفتش خارج طائلة المحاسبة والمراقبة عندما يسيء إلى الغير أو إلى التفتيش إن الظرفية لاتحتمل الدخول في صراع جديد مع المفتشين ، خصوصا وأننا أمام استحقاقات ورهانات كبرى يترجمها البرنامج الاستعجالي الذي يعتبر آخر محطة للاصلاح وحذاري من المنزلق الذي يمكن أن تسقط فيه الوزارة مجددا وهي تعرف جيدا مآل التكوين المستمر وتجربة2006
مبارك كجديحي