تعويضات التكوين لأطر التوجيه والتخطيط التربوي: لماذا التأخير؟
إنه من حقنا طرح ومناقشة كل القضايا المرتبطة بحقوقنا وبمجال اشتغالنا، إلا أنه من المفيد أيضا تحديد الأولويات. وبعد ذلك، وهنا بيت القصيد، لا بد من اعتماد آليات العمل المناسبة لربح قضايانا وانتزاع حقوقنا.لقد قام أطر التوجيه والتخطيط التربوي ( أو بعضهم مشكورون) بمجهودات جبارة لانتزاع الاعتراف بحقهم المشروع في التعويض عن التكوين، وذلك بعدما كانت كل الأبواب موصدة في وجههم. وهو اعتراف يترتب عنه ليس فقط صرف المستحقات لأصحابها، بل مساءلة الجهة أو الجهات المتورطة في حرمان المعنيين والمعنيات كل هذه المدة. علما أن الاستفادة من تعويضات التكوين حق وليس صدقة. كما أن هذا التعويض،
والذي يبقى في جميع الأحوال هزيلا، لا يجب اختزاله في جانبه التقني ( المادي)، إن الأمر في عمقه مرتبط بسوء تدبير المال العام والإجهاز على الحقوق. وتفويت هذه الفرصة عن أصحابها جريمة، سيساهم السكوت عنها أو طمس معالمها في تكرار جرائم أخرى سواء من طرف نفس "الأبطال" أو تلامذتهم. ويمكن القيام بمبادرة في هذا الاتجاه من طرف الإطارات الممثلة لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، بما يبرز أحد أوجه الحيف الذي مورس على هذه الفئة لمدة تزيد عن عشرين سنة وفئات أخرى استفادت بدورها من التكوين، وبالتالي فضح أبطال هذه الفضيحة. طبعا، قد لا نذهب بعيدا في هذا المسعى، خاصة وسيادة الإفلات من العقاب، إلا أن إثارة هذا الحدث "الغريب" قد يساهم، على الأقل إعلاميا، في إرباك صفوف اللوبيات الجاثمة على أنفاسنا وكشف مؤامراتها.
وطرح نقطة المساءلة لا يجب أن ينسينا أهمية صرف تعويضات التكوين، أولا والآن. إن التأخير الحاصل يكرس مرة أخرى التماطل في تطبيق القانون، ويجسد الاستهتار بالحقوق. والأمر يستدعي مرة أخرى متابعة الموضوع حتى انتزاع ليس فقط الاعتراف، بل الاستفادة الفورية. قد يعتبر البعض أن طرح المساءلة عبارة عن حلم، وماذا عن صرف المستحقات، على بساطتها؟ لماذا هذا التأخير؟
إنه من حقنا طرح ومناقشة كل القضايا المرتبطة بحقوقنا وبمجال اشتغالنا، إلا أنه من المفيد أيضا تحديد الأولويات. وبعد ذلك، وهنا بيت القصيد، لا بد من اعتماد آليات العمل المناسبة لربح قضايانا وانتزاع حقوقنا.
وعلى ذكر المساءلة، فلنسائل أنفسنا أولا عن مدى انخراطنا الملموس في المعارك التي من شأنها رد الاعتبار لهيئتنا وحفظ كرامتها. ولنسائل ممثلينا ثانيا ( الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي والمنسقية الوطنية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، بالخصوص) عن مدى تحملهم المسؤولية في التدبير الجيد لهذه اللحظة التاريخية وعن مدى قيامهم بالخطوات والمبادرات المطلوبة لتجاوز هذه الوضعية التي لا تشرفنا ولفتح آفاق التقدم في تلبية المطالب المشروعة.
حسن أحراث
فضاءات
السبت 03-04-2010
فضاءات
السبت 03-04-2010