[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
النساء الأكثر إقبالا على محاربة الأمية بالمغرب
أن مسألة محاربة الأمية "تقتضي توفير آليات تواصلية ناجعة تحسس كل من يجهل القراءة والكتابة، خصوصا بالعالم القروي، بضرورة فك عقدة اللسان والقلم، من أجل الاندماج الفاعل في الحياة العامة، والظهور بمظهر العارف بأبجديات الحياة، حتى يواجهون مشاكل كبرى تمس وضعهم الاجتماعي والاقتصادي".
إن المرأة المغربية "تبقى الأكثر إقبالا في محاربة هذه الآفة من الرجال، باعتبارها تشعر ذاتيا، من خلال وضعها الاجتماعي أنها في حاجة لعلم ومعرفة يسمح لها بضمان حقوقها المهضومة أو التكريس لمكتسبات مشروعة"، فيما الرجل يقول العربي زاهي، باحث في علوم التربية، إن عدد المتعاطين لهذا النوع من التحرر "قليل جدا، ويرجع ذلك لطبيعة بعض الرجال الأميين، الذين لا يقبلون في سن متقدم أن يدخلوا غمار هذا المجال، كما أن هناك من تمنعه مطالب الحياة من ركوب هذا التحدي، ولا يجد وقتا كافيا يسمح له بمحاربة هذه الآفة".
واعترت نجوى الصقلي، فاعلة جمعويةأنه عندما تكون سياسة المحاربة تعتمد على التطوع والرغبة الشخصية غير المحكومة بشروط بالنسبة للأشخاص الأميين، فإن هذه المحاربة ستبقى بدورها استثنائية مرتبطة بمزاجية البعض ورغبات مبنية للمجهول"، ولهذا ليس أمرا غريبا تقول "أن تسجل الجمعيات في بداية الموسم ألف امرأة لتجد في نهاية الموسم أن أكثر من نصفهن لم يساير الدروس، ناهيك عن أن النساء نفسهن هن اللواتي يستفدن لسنوات عدة، ومن ثمة فالنتائج لن تسير بوتيرة القضاء التام على الظاهرة في غياب مراقبة صارمة للجهات المسؤولة عن تدبير هذا الملف".
وهذا ما يفسر، حسب العديد من المهتمين بالشأن التعليمي، عدم نجاعة البرامج المطروحة، التي تشتبك وتختلف في مقارباتها من وزارة التشغيل إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مرورا بوزارة التربية الوطنية، باعتبار أن الضرورة الآن تفرض من أجل تحقيق نتائج مرضية أن يكون هناك نوع من الإلزامية، على أساس إظهار عدم تساهل الجهات الوصية في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، التي تحط من قيمة مجتمعنا، وتجعله في سلم التنمية في درجات متدنية".
فمن العار يقول العديد من نساء ورجال التعليم أن نعيش في الألفية الثالثة وبيننا نسبة كبيرة من الأميين، وأضاف المتحدث نفسه، إنه في ظل مراوحة محاربة الأمية مكانها لدى الفئة العمرية المتقدمة، فإنه من العار أن تتنافى هذه الآفة في أوساط أطفال في عمر الزهور، خصوصا في العالم القروي ولدى الفتيات، بالخصوص، إما بسبب غياب مجموعات مدرسية ومآوي تفي باحتضان جميع التلاميذ ومواكبتهم ميدانيا، لفتح آفاق التعلم لديهم في جميع المستويات من الابتدائي إلى التعليم الثانوي التأهيلي مرورا بالتعليم الثانوي الإعدادي، وصولا إلى الجامعي".
فعندما لا يجد التلميذ، يقول محدثونا، فضاءات وأجواء تشجعه على الإقبال دون مركبات نقص على تعلم أبجديات الحياة، فإنه حتما سيكون رقما إضافيا في نسبة الأمية المستمرة في أوساطنا الاجتماعية، وبالتالي سنكون أمام وضعية مخجلة، كمن يخطو خطوتين إلى الوراء، مقابل خطوة إلى الأمام".
وأكد أحد المتحدثين أن الانقطاع المدرسي "يبقى أحد هذه المنابع التي تغدي ظاهر الأمية، وما دام سيرانها مستمرا، فإنها ستبقى أمرا واقعا"، مبرزا في السياق ذاته أن "محاربة الأمية لا تعني كتابة الاسم الشخصي والعائلي ومعرفة الأرقام من عشرة إلى مائة، إنما هي التكوين المستمر على مراحل متعددة، حتى يشعر المستفيد من دروس محو الأمية أنه وضع على السكة الصحيحة وبإمكانه الغوص في مكنون الكتب وغيرها، ومن الاندماج الكلي في مجتمع العلم والمعرفة".
05.04.2010
المغربية