مااثر اكتظاظ التلاميذ في الاقسام المدرسية على التحصيل الدراسي؟
إن التعليم عملية معقدة ومتعددة الجوانب والأبعاد , بحيث تؤثر في نجاحه متغيرات كثيرة ومتداخلة , فهناك المتغيرات الخاصة بالمتعلم , وبالاستاذ , وبالمادة الدراسية , وبطرق التدريس ووسائله .
لهذا يبدو من غير المستغرب في ضوء هذه الشبكة المتداخلة من المتغيرات أن ينزع الباحثون إلى تقويم فعالية التعليم في ضوء عدد من المحكات المتنوعة .
ويشير كلوزماير إلى ثلاث محكات أساسية , هي :
أولا : النتاج التعليمي :
ويشير هذا المحك إلى ما يتعلمه التلميذ ويكتسبه من خبرات نتيجة للنشاطات التعليمية المدرسية.
ثانيا : العملية التعليمية التعلمية :
ويشير هذا المحك إلى أنماط السلوك التفاعلي السائدة أثناء العملية التعلمية التعليمية ذاتها , والتي تنجم عادة عن تفاعل أنماط السلوك التعليمي للاستاذ مع أنماط السلوك التعلمي للتلميذ والتي يمارسها كل منهما في الوضع التعليمي الصفي .
ثالثا : العوامل المنبئة :
ويشير هذا المحك إلى الاستعدادات والقدرات والعوامل الشخصية التي يتسم بها الاستاذ والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بفعاليته التعليمية الحالية والمستقبلية .
*****************************************************************
ولما كان العمل التعليمي على هذا النحو من التعقيد , لذا لا يجب أن يقوم على أسس وقواعد عشوائية , بل على العكس يجب أن يقوم على مباديء ونظريات ثبت صدقها وفاعليتها على نحو مقبول , بحيث يتمكن الاستاذ القادر على تبنيها واستخدامها في معالجة العديد من المشكلات اليومية التي تواجهه في القسم ولكن يجب الاعتراف من جانب أخر بان مثل هذه المباديء لا تترجم إلى ممارسات صفية أو سلوك تعليمي على نحو آلي , بل يقتصر دورها على تزويد الاستاذ بموجهات عامة تمكنه من ممارسة عمله المهني على نحو أفضل وبخاصة عندما يأخذ بحسبانه شبكة التفاعلات المعقدة بين خصائص المتعلمين والمادة الدراسية والظروف التعليمية المختلفة التي يعمل من خلالها والمستجدات التي قد تطرأ وباستمرار .
يسود اعتقاد في معظم النظم التربوية السائدة في العالم مفاده أن الاقسام المدرسية ذات الحجوم الصغيرة أو الأعداد القليلة , توفر بيئة تعليمية أفضل بالنسبة للمتعلمين, وتزيد من فاعلية الاستاذ , والتي تتجسد في إنتاج مستويات تحصيلية أفضل. وربما يقوم هذا الاعتقاد على الافتراض بان الوقت الذي يصرفه الاستاذ مع كل تلميذ من تلاميذه , يكون أكثر توافرا لدى اساتذة الاقسام صغيرة الحجم من اساتذة الاقسام كبيرة الحجم ,وان المزيد من الفرص تتوافر لدى تلاميذ الاقسام الصغيرة للمساهمة في النشاطات الصفية المتنوعة , ويبدو أن مسالة حجم القسم المدرسي تشكل احد العوامل الهامة التي تؤثر في الروح المعنوية للاساتذة وفي مدى دافعيتهم وإقبالهم على مهنة التعليم .
تشكل عملية قياس التحصيل الأكاديمي للتلاميذ مكونا رئيسا من مكونات العملية التعليمية – التعلمية , فهو يمكننا من التعرف إلى التغيرات الناجمة عن التعلم , ومن تعديل الأهداف الراهنة , وتخطيط محاولات تعليمية مستقبلية حيث يعتبر القياس التحصيلي غاية تعلمية في ذاته , لأنه يستثير دافعية المتعلمين ويعزز بعض الاستراتيجيات التفكيرية لديهم , لذا كان لابد من الاهتمام بالعوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي من حيث تحديدها , ومعرفة أثرها على التحصيل الدراسي للتلاميذ .