الرئيسية
أحدث الصور
بداية مكتظة
تبرز ظاهرة الاكتظاظ أن السياسة التعليمية المتبعة منذ سنوات، تفتقد استراتيجية المقاربة القبلية للمعطيات، التي تطرحها متطلبات الشأن التعليمي..باعتبار أن ارتفاع مستوى التحضر والنمو الديمغرافي والتوسع العمراني أمر واقع، نلمسه ونعايشه، وبالتالي يجب أن تكون أجوبتنا تتمحور حول كيفية إيجاد السبل الكفيلة للتكيف مع ما يمكن أن تطرحه هذه التغيرات والتحولات المجالية من مطالب، وما هي التدابير التي يجب اتخاذها لملاءمة العرض بالطلب؟
فتلميذ اليوم في المستوى الأول من جيل مدرسة النجاح، بعد خمس أو ست سنوات، ينتقل إلى المحطة الإعدادية ثم التأهيلية، ما يجعل سلبيات الاكتظاظ، التي يواجهها في الفصل من صعوبة الفهم، والتي ستظل تلازمه طيلة السنوات الموالية، تنال من مستواه التكويني والتعليمي وتجعله فاقدا للفعالية اللازمة.
ومن هنا، فالاكتظاظ في مفهومه الدلالي هو عبارة عن فوضى، والفضاء الذي يكون غاصا ومكدسا من الصعب أن تمرر فيه كأستاذ، وبشكل سلس، المقاربة البيداغوجية للمقررات المطروحة، ما يؤدي إلى إرباك لعملية التعليم والتعلم ويجعل البناء التربوي مختلا من أساسه.
ومن ثمة، فإشكالية الاكتظاظ اليوم يجب معالجتها، لضمان أداء تعليمي سليم، والتكريس لفعل تربوي على أسس صحيحة يساهم في إنجاح مشروع جيل مدرسة النجاح.
ظاهرة اكتظاظ الأقسام بالتلاميذ ليست شأنا يخص وزارة التربية الوطنية لوحدها عليها تدبر أمره، بل تخص جميع الوزارات، انطلاقا من وزارات التجهيز والإسكان والداخلية، التي عليها إخضاع جميع التجمعات السكنية الحديثة إلى ضرورة تشييد مؤسسات تعليمية توافق الدور السكنية المتضمنة في المشروع، كما يهم الاكتظاظ، أيضا، وزارة الشغل والمالية، باعتبار أن هناك خصاصا مهولا في الموارد البشرية، وعليهما توفير المناصب المالية الكفيلة بخلق توازن في تلبية الحاجة.
"جميعا من أجل جيل مدرسة النجاح" لا يجب أن يكون شعارا للاستهلاك الإعلامي، إنما واقعا ممارسا من خلال توفير جل الشروط الضرورية، من إنجاز بنيات مدرسية كافية والتوظيف الأمثل للمدرسين، وإخضاعهم للتكوين المستمر، والعناية بالفضاء المدرسي، وتوفير كل الوسائل الكفيلة بإنجاح العملية التعليمية التعلمية، وفق البيداغوجيات الحديثة في المجال التربوي.
20.09.2010
المغربية
المغربية