تأهيل وإعادة تكوين الموارد البشرية نقطة ارتكاز لإنجاح البرنامج
إلزامية تجديد أساليب المخطط الاستعجالي للتعليم
مهما أسسنا للنظريات التربوية، ووضعنا الأسس البيداغوجية لإصلاح المنظومة التعليمية، سيبقى الأداء والانخراط من حيث الكم والنوع محدودا وغير ذي نتائج مطمئنة إلزامية تجديد أساليب المخطط الاستعجالي للتعليم
باعتبار أن المقاربة الشمولية لوضعية التعليم، غير ذات جدوى، في ظل تزايد العديد من الاختلالات التي تختلف درجة سلبيتها من جهة إلى أخرى، ومن مدرسة إلى مدرسة.
وبالتالي من أجل مواكبة وتيرة الإصلاح والتفعيل الأمثل للبنود والمرتكزات التي أتى بها البرنامج الاستعجالي، أصبح من الضروري مركزة الأجرأة، وتجديد آليات وأساليب تدخلها من مؤسسة تعليمية إلى أخرى، فما يشكل دافعا للهدر في الشمال، ليس بالضرورة الدافع نفسه في الشرق، أو الغرب، أو الجنوب.
ومن ثمة فمقاربة المشروع في مكانه لتحديد الأهداف والعمليات والإجراءات الضرورية لتحقيق المرامي المتوخاة، هو السبيل إعطاء دينامية جديدة للبرنامج الاستعجالي، وهذا ما يحتم على مجالس التدبير بالمؤسسات التعليمية بشكل دقيق في كل المدن والقرى والمداشر أن تصيغ مخططات برامج آنية وقصيرة المدى، منسجمة مع فلسفة البرنامج الاستعجالي، من أجل شخصنة المشاكل وضبط أساليب التدخل المنبثق طبعا من تشخيص الوضعية المعاشة.
ومن هنا، يعتبر تأهيل وإعادة تكوين الموارد البشرية ذات المسؤولية التدبيرية في كيفية تسطير البرامج ووضع المخططات، نقطة ارتكاز لمركزة الإصلاح، وجعله ينطلق من العمق الذي هو المدرسة بمعية جميع المتدخلين والشركاء، إذ عندما يضع المدير بمعية طاقمه الإداري والتربوي مخطا داخليا لمواجهة ظاهرة العزوف وضعف الأداء التعليمي والتلقي، استنادا إلى دراسات ميدانية داخل رقعة المؤسسة، فإن المضادات الحيوية المعتمدة من أجل مواجهة بؤر الأمراض ستكون مضبوطة وذات مفعول، لأن التشخيص لم يكن شموليا، بل يكون مركزا وبليغا.
ومن ثمة فمشروع المؤسسة الواحدة، من شأنه توسيع العرض التربوي ومواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية للمتمدرس ومحور تطوير النموذج التربوي.
لهذا فجميع الطاقات المحلية يجب أن تستنفر لخدمة هذا المنحى، كل حسب حجم تدخله، انطلاقا من المدير الذي أصبح ملزما أن يصير متطلعا وملما بمختلف آليات التدبير الحديثة، كما هو الشأن بالنسبة للأستاذ أو المدرس الذي يجب بدوره أن يكيف خزانه البيداغوجي مع متطلبات الفصل بإبداع أساليب ديداكتيكية حديثة وذات تأثير مباشر على عقلية التلميذ.
الشيء نفسه يعني جمعيات الآباء التي ليس مقبولا، أن تظل إطارات صورية وشكلية تحضر وتغيب دون أن تضيف قيمة معنوية للمؤسسة التعليمية، فدورها أيضا يجب أن يكون اقتراحيا وتقريريا، من خلال إجراء دراسات ميدانية لما هو كائن والبحث عن ما هو ممكن لمساعدة مكونات المدرسة، من أجل التأهيل الأمثل للبرامج والموارد البشرية.
وما يجب التأكيد عليه، أن البرنامج الاستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية هو خارطة طريق لإصلاح شمولي، يجب أن يصل إلى أهدافه ومراميه خطوة خطوة، بمساهمة كل المتدخلين في المنظومة التربوية كل من موقعه ومن منطقة تدخله.
11.10.2010
المغربية
المغربية