الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين في مواجهة وزير التربية الوطنية
وجهت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين رسالة شديدة اللهجة إلى وزير التربية الوطنية أحمد اخشيشن تبلغه من خلالها استياء المهندسين العميق بخصوص الآليات المعتمدة في إنجاز البرنامج الاستعجال، بالنظر لما تعيشه العديد من الأكاديميات من ديناميات في جو خال من الإحساس بضرورة رفع التحدي وإنجاز المشاريع في أحسن الظروف وأقرب الآجال. الرسالة نقلت الصدمة التي تلقتها الهيئة بعد أن اختارت الوزارة مجموعات هندسية وأسندت لها العديد من التدخلات في عمليات بناء مؤسسات جديدة يفوق عددها 500 مؤسسة تعليمية لمختلف الأسلاك بما فيها الداخليات ، وقد عبرت الهيئة عن احتجاجها ضد انفراد الوزارة باتخاذ قرارات تعطي بمقتضاها الانطلاقة لبناء هذه المشاريع وإسناد الدراسات والتصاميم والمتابعة التقنية لمهندسين بعينهم وإقصاء الهيئة الوطنية . واعتبرت الهيئة أن ما وقع لا يتلاءم والتوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تموقع الهيئةفي مختلف العمليات للمساهمة في تأهيل جهات المملكة في ميادين العمران والمحافظة على البيئة وتفعيل مدونة التعمير والقيام بأبحاث ميدانية . وطالبت رسالة الهيئة وزير التربية الوطنية بتوضيح موقفه من هذه النازلة وتبرير عدم إشراك الهيئة في تحديد وضبط المقاييس بشفافية ومصداقية ..
واتهمت مصادر عليمة في صفوف المهندسين بعض اللوبيات الموجودة بالوزارة بتمرير هذه المشاريع لمهندسين بعينهم وحرمان آخرين دون مراعاة للتمثيلية الجهوية ، وقدموا مثالا لذلك باستفادة مهندسين من مراكش واستحواذهم على جميع مشاريع دكالة عبدة ، وتضيف ذات المصادر بأن 123 مهندسا شاركوا في طلبات الاستفادة من مشاريع الوزارة فيما تم اختيار 18 مهندسا فقط من المكاتب الكبرى ، سيكون من نصيبهم اقتسام مستحقات مالية تقارب 40 مليار سنتيم، وذلك بدون أن تسلك الوزارة المساطر الشفافة من قبيل المباريات أو طلبات عروض أثمان ..وللتذكير فإن الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين سبق أن رفعت دعوى قضائية ضد وزارة اخشيشن لثنيها عن إجراء طلب عروض أثمان دولي، وقد تراجعت فعلا الوزارة عن هذا الإجراء ، لكن نار المواجهة سرعان ما اشتعلت من جديد لعدم احترام الوزارة للمقاييس الشفافة في توزيع مشاريع البناءات الجديدة ....