بقايا امرأة
ــ لم يبق منها إلا بقايا امرأة معذبة تتوارى عن الأنظار كلما همت بالخروج من واقعها المر، ومن تعفن الحياة وتعاستها هذه التعاسة التي أصبحت تلاحقها أين ماحلت وارتحلت . لقد وقعت أسيرة في مصيدة اللئام وفي شباك محترفي الفاحشة وتجار الرذيلة والمعصية الذين لا هم لهم سوى النصب والاحتيال على النفوس الضعيفة الساذجة وجرها إلى الهاوية .
لقد ضلت الطريق تحت تأثير الإغراءات المادية ، والوعود النرجسية الكاذبة والليالي الحمراء فانتهى بها المطاف إلى المتاجرة بأنوثتها وشرفها. وبعد أن استيقظت من غيبوبتها وغفلتها وجدت نفسها في مزبلة النسيان .
- لقد انفض من حولها كل الذين كانوا يتوددون إليها ويلاطفونها ويرغبون في جسدها ومودتها . أ تعرفون لماذا تخلواعنها ؟
لقد انتهى كل شيء فيها وشحب جمالها واعتلت صحتها ، وبعبارة واضحة لقد أصيبت بداء خطير سببه الانغماس في الفاحشة حفظنا الله وإياكم .
هذا هو مصير كل من تخدعه الصحبة الفاجرة ، وعلى شبابنا - ذكورا وإناثا - أخذ العبرة من هذه النهاية المؤلمة ، وذلك بارتداء لباس التقوى وترويض النفس على العفة والطهارة والابتعاد عن مخابئ الفتنة ومواطنها وشبهاتها.- وليعلم الجميع أن الخلاص والنجاة لن يكونا إلا بالتمسك بالدين الصحيح وبهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
علينا أن نكرم النساء ونحسن إليهن فإنهن شقائق الرجال ، فلا ينبغي اغتيال عفتهن وشرفهن، لأن منهن الأم والزوجة والأخت والبنت والعمة والخالة الصديقة وغيرهن .
-إن بناء المجتمع الصالح والمتماسك لا يكون إلا بتجسيد مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الشيء الذي سيضمن للمرأة سلامتها وعفتها وطهرها واستقامتها .
اللهم احفظ المسلمين والمسلمات من الفتن ما ظهر منها وما بطن