احذروا المعاصي !
ارتأيت أن أبدأ بهذه القصة المثيرة التي أوقفني ما يحمله مضمونها من دلالات وعبر ، فأردت أن أنقلها إليكم لعلها تثير فضولكم واهتمامكم .
ــ يحكى أن زوجين مسلمين كريمين كساهما الله ثوب العفة والتقوى والصــلاح وكانت شمس السعادة والطمأنينة لا تبرح بيتهما المتواضع . بارك الله مسعى الزوج الذي كان يعمل صائغا ، كما قيض لهما سقاء عفيفا تقيا يجلب لهما الماء كعادةأهل ذلك البلد. وفي أحد الأيام ملأ السقاء كعادته دون أن يكترث بوجود الزوجة الجميلة التي كانت نائمة في مخدعها ، وعندما هم بالانصراف حدث أمر غريب !
السقاء الورع العفيف الذي لايقوى على رفع بصره مخافة الله يقتحم مخدع الزوجة ويفزعها بوجوده وبنظراته المحيرة ، لكنه سرعان ما استدرك فعلته المشينة وخرج دون ارتكاب معصية وعلامات الندم و الأسى بادية في عينيه الدامعتين .
عندما عاد الزوج في الظهيرة وجد الزوجة مهمومة مضطربة ، فبادرته بالكلام قائلة : "أخبرني بصدق عن الذنب الذي ارتكبته اليوم أو طلقني " ؟
استغرب الزوج من إصرارها وجديتها في الأمر، وما كان منه إلا أن أخبرها بالحقيقة قائلا :
" لقد فتنتني اليوم امرأة جاءت لقطع سوار ضاقت به يدها ، فأعجبني زندها فنظرت إليه بشهوة " . عندها قالت الزوجة : " واحدة بواحدة فإن زدت زاد السقـــاء " فأخبرته بالأمر، فاستغفر الله .
ــ إن اقتراف المعاصي هو سبب شقاء الأسرة وتفككها وتعاستها وزوال نعمتها واستقرارها ، ولقد أخبرنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك في مواطن كثيرة :
قال الله تعالى: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"الآية 30 الشورى .
وقال يضا :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم" الآية 63 النور .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .
فحذاري أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات من ارتكاب المعاصي ، ما ظهر منها وما بطن ، فما ظهرت المعاصي الفاحشة في قوم إلا ابتلاهم الله بالطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .
نسأل الله لنا ولكم النجــــاة والعــــافية .