فضيحة لوزارة التربية الوطنية...كراسات الإدماج تُباع في "الجوطية"
قال عدد من الأساتذة يعملون بخنيفرة أنهم رصدوا كراسات للوضعيات الإدماجية معروضة للبيع من طرف بائع للمتلاشيات (الجوطية) بالمدينة، ونشر أحد الأساتذة المذكورون صورة على الفايسبوك تُظهر بائعا متجولا يعرض سلعا مختلفة للبيع، من بينها مقررات دراسية تحمل عنوان "كراسة الوضعيات الإدماجية"، وهي التي بدأ استخدامها في المدرسة المغربية مع بداية تطبيق بيداغوجيا الإدماج في إطار ما أُطلق عليه برنامج إصلاح منظومة التربية والتكوين.وكانت وزارة التربية الوطنية قد قررت في عهد الوزير أحمد اخشيشن وكاتبة الدولة لطيفة العبيدة تعميم مقاربة التدريس وفق بيداغوجيا الإدماج رغم ما أثارته البيداغوجيا وطرق تنزيلها من ردود فعل غاضبة عند أساتذة التعليم الابتدائي بالخصوص، حيث رفضت نقابات تعليمية بعدد من الجهات والأقاليم تطبيقها، معلنة مقاطعة البيداغوجيا التي كلفت الوزارة ملايين الدراهم بين تكوين المفتشين والأساتذة وطبع وتوزيع الكراسات المتعلقة بها.
وتعليقا على الموضوع قال مسؤول نقابي طلب عدم ذكر اسمه إن ما رصده الأساتذة إذا ثبت لن يكون سوى جزئية بسيطة في "مسلسل فضائح وزارة التربية الوطنية لأن ما خفي أعظم" يضيف المتحدث، مؤكدا في تصريح لـ"هسبريس" أن مسؤولي التربية الوطنية ارتكبوا ما قال عنه جريمة في حق المدرسة العمومية عندما قرروا انفراديا تنزيل بيداغوجيا "لم يثبت أثرها حتى في بلد أكبر المنظرين لها".
وأشار المسؤول النقابي إلى أن ما صُرف على التكوين المستمر كان أولى أن يتم صرفه في التكوين "الحقيقي" الذي يجعل رجال التعليم يحسون أنهم جزء من اتخاذ القرار التربوي وليسوا منفذين له فحسب، مبرزا أن الجانب البيداغوجي في المدرسة العمومية يحتاج إلى أيام دراسية لتشخيص الخلل الحقيقي واقتراح الحلول التي لها علاقة بالبيئة المغربية عوض الاقتصار على ما قال عنه استيراد حلول جاهزة غير قابلة للاستنبات في المغرب.
يشار إلى أن "كراسة الوضعيات الإدماجية" التي عُثر على نسخ منها معروضة للبيع، توزع بالمجان على تلاميذ المؤسسات الإبتدائية العمومية ولا يتم عرضها للبيع في المكتبات.
هسبريس