الرئيسية
أحدث الصور
تَعْوِيضَاتُ الْمَنَاطِقِ النًَّائِية و الصَّعبةِ تُشعل فَتيل احتجاجات الأساتذة
تشهد الساحة التربوية ببلادنا منذ بداية السنة الدراسية الجديدة احتقانات و تصعيدات نقابية جديدة تلوح بإضرابات على مدار السنة ما لم يتم الإستجابة لمطالبها و تطلعاتها في ظل تقارير دولية تصنف التعليم ببلادنا ضمن الأسوأ عالميا، رغم الجهود و القرارات و الإجراءات السابقة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية لحفظ ماء وجه المدرسة المغربية، و تحسين صورتها خارجيا و داخليا، و التي كلفت خزينة الدولة مبالغ ضخمة دون الوصول للغاية المنشودة.المطالب النقابية عديدة و متنوعة حسب طبيعة كل إقليم و الوضع الذي تعشيه الشغيلة التعليمية هناك، لكن القاسم المشتركة في باكورة إضرابات هذه السنة هي المطالبة بتعميم تعويضات العمل في المناطق القروية النائية و الصعبة، و الذي استجابت له الحكومة السابقة دون تحديد شروط الإستفادة من هذه المبالغ المالية التي لا تتجاوز 700 درهما شهريا، لتجد الوزارات المعنية الحالية نفسها أمام إشكال حقيقي في وضع معايير تصنيف المؤسسات التعليمية ضمن الصعبة و النائية.
أصدرت كل من وزارة الداخلية و وزارة الصحة و وزارة التربية الوطنية دورية مشتركة بينها تحدد من خلالها المعايير التي ينبغي اتباعها لتحديد المناطق و المؤسسات التي ستستفيد من هذا التعويض دون غيرها، و هي المعايير التي رأت فيها بعض النقابات تقزيما لدائرة الاستفادة، بعيدا عن مطالبها بتعميمها على ما بات يعرف بنيابات "التوتر" أو "العبور" كما يسميها البعض.
قررت التمثيليات النقابية بالعديد من الأقاليم خاصة الجنوبية منها تنظيم وقفات و احتجاجات أمام النيابات الإقليمية مطالبة بإدماج نيابات عملها كمناطق مرشحة للإستفادة، كما هددت نقابات أخرى بالتصعيد حالة عدم إدراج أقاليمها مستفيدة بعد أن انتهى إلى علمها بعض تفاصيل اجتماعات اللجان الإقليمية التي لم تقترح سوى ما تنطبق عليه تلك المعايير التي تحددها الدورية المشتركة سالفة الذكر.
يلاحَظ من خلال مقارنة المطالب النقابية بتعميم الاستفادة مع معايير الدورية المشتركة كأن النقابات لم تعر اهتماما لتلك الدورية، رغم إدراحها لبعض بنودها ضمن بياناتها النارية التي تهدد بها النيابات الإقليمية كما حد مؤخرا بإقليم سيدي إفني. حيث يطالب النقابيون بإدراج جميع المؤسسات بما فيها الواقعة داخل المجال الحضري لهذا الإقليم أو ذاك، و الذي تعتبر بعض مؤسساته التعليمية مثالية و نموذجية لا تتوفر فيها أدنى شروط الدورية المشتركة، و هو ما يتعبره البعض محاولة من رجال التعليم التفاوض على الكل لبلوغ الجزء ، فيما يرى آخرون أن تغيير تلك الشروط و المعايير هو الحل البديل لهذا الإشكال بدل نقل الاحتجاج إلى جهات ليس لها من الأمر سوى تطبيق الدورية و مجرد الإقتراح.