الرئيسية
أحدث الصور
[b] 
السـؤال فـي الفلسفـة
إن الحديث عن الفكر الإنساني والفلسفي خصوصا ومدى تطوره عبر الزمن يستحضر بالضرورة مكانة السؤال ودوره في طرح القضايا الكبرى والمشاكل التي يواجهها الإنسان أمام الضغوطات والإكراهات اليومية، فمنذ بدأت شروط تشكل الفكر الفلسفي واتجاهاته الكبرى كان السؤال حاضرا بقوة "ما هو أصل الكون فعن طريق السؤال نستطيع اختراق عوالم المعرفة والحكمة، فالتساؤل هو محطة أساسية لممارسة الشك وزحزحة التوابث والمسلمات لأنه بدون مساءلة الأفكار لا يمكن لنا أن نحقق إبداعا فكريا.
البحث عن ما هو أساسي وجوهري في الوجود عامة يفرض علينا إعادة النظر في قوانينا ومواعدنا الحاضرة وأحكامنا القبلية، فالقول مثلا أن العرب يتصفون بالكرم والغرب فرداني، وهكذا من الأحكام القبلية يسقطنا في التعميم المبني على الانطباعات، وليس على النظريات العلمية المضبوطة فعندما نطرح السؤال وتحاور الغير نكون أمام اختبار مدى قابليتنا على خلق الأفكار والرؤى وفق تطور قد نسعى إلى التغيير والتجديد والإبداع كما فعل فلاسفة اليونان من خلال سقراط الذي ولد المعرفة بفضل السؤال، فسقراط وحتى أفلاطون وأرسطو وظفوا السؤال الهادف لبلوغ الحق، لذلك لا يمكن لدارس الفكر الإنساني الفلسفة على الخصوص أن يساهم في خلق فكر تعمه روح الإبداع أن يتجاوز دور السؤال في نشأة الفلسفة.
إن السؤال هو الذي قاد نيوتن إلى اكتشاف الجاذبية وهو الذي دفع أيضا ديكارت إلى رسم خطاطة شكه المنهجي حول الوجود والله والذات الإنسانية فروح السؤال هي التي جعلت كبار الفلاسفة والعلماء من أمثال كليليو وابن رشد وغيرهم يؤدون الثمن غاليا عن طرح أفكارهم الحرة الطليقة التي أيقظت النفوس والعقول, ففكرة دوران الأرض أو إمكانية التوفيق بين الشريعة والحكمة كان ثمنها المحاكمات والتهجير لذلك فالسؤال هو الذي يعري حالات الجهل المستشرية .
والنص الذي بين أيدينا يشغل صاحبه السؤال وهو المفكر المغربي طه عبد الرحمان المولود بالجديدة1944 استاد المنطق وفلسفة اللغة لكلية الأدب بالرباط،
* من أشهر مؤلفاته:
* اللغة والفلسفة،
* المنطق والنحو الصوري
*في أصول الحوارو تجديد علم الكلام
* الحق العربي في الاختلاف الفلسفي
* روح الحداثة.
ينطلق طه عبد الرحمان من اشتهار الفلسفة بممارسة السؤال وتعدد أشكاله الفلسفية التي اختلفت باختلاف أطوار تلك الممارسة ويبرز في إطار آلية حجاجية شكلين للسؤال الفلسفي.
- السؤال القديم الذي يخص به الطور اليوناني القديم، السؤال الحديث الذي يخص الطور الأوربي وهو سؤال النقد.
سؤال الفحص يقتضي فحص المعرفة كاختبار السائل محاوره بإلقاء مجموعة من الأسئلة تaطره اضطراريا لا يرى مانعا في الإجابة عنها بالنفي لكنها تبطل دعواه.
فسقراط يتخذه طه عبد الرحمان كشاهد على ممارسة هذا الفحص حيث اعتاد أن ينادي أحد مواطنيه بالسؤال غالبا حول الأخلاق ويسترسل في أسئلته الواضحة ثم يمضي إلى الجمع بين الأجوبة المختلفة ويبرز التناقض بين الجواب الأول لأجوبة الاضطرار ليصل بمستوحيه إلى أنه لا يعرف شيئا، ويعتبر أن الاعتراف بالجهل خطوة مبدئية لبلوغ الحقيقة إلى سؤال الفحص هذا يوصل إلى المعرفة عن طريق الحوار.
- أما سؤال النقد فيمثل الفلسفة الأوربية المعاصرة حيث على الفيلسوف أن لا يسلم بابه قضية حتى يتحقق من صدقيتها وتقلبها على مختلف وجوهها مستعينا بمعايير العقل وحدها وخير مثال على هذا النقد فلسفة كأنه صاحب كتاب ثم العقل الخالص، وكتاب نقد العقل العملي وكتاب نقد ملكة الحك هو الذي يعرض في هذه الكتب بطريقة متماسكة النظرية النقدية في المعرفة والأخلاق عام الجمال كما ركز على ضرورة دراسة أشكال المعرفة وحدود قدرات الإنسان المعرفية وشرائط المعرفة، وقد كان لكانت أثر كبير في التطور اللاحق للفكر الفلسفي والعلمي، إن رؤية طه عبد الرحمن إلى تاريخ الفلسفة هذه النظرة الثنائية التي جعلت السؤال الفلسفي أوربيا في مرحلتين قد تبدو تغييبا اللحظة الإسلامية في تاريخ الفلسفة مما يستدعي التساؤل على موقف الفلسفة متضمن في كتابه ومنذ العنوان الحق العربي في اختلاف الفلسفي، فهو يقرر أنه آن الأوان لتجاوز شكل النقد بعد أن تجاوزنا من قبل شكل الفحص، وعليه يكلف نفسه مهمة تجاوز شكلي السؤال الفلسفي وهي مهمة كبيرة تتطلب الانتقال إلى الإنجاز والتحقق، فلذلك فهو يدعو لشكل جديد من السؤال الفلسفي ( السؤال المسؤول) وهو سؤال ليس فاحصا لموضوعه كالسؤال السقراطي ولا ناقدا له كالسؤال الكانطي إنما سؤال يسأل عن وضعه كسؤال بقدر ما يسأل عن موضوعه, إنه سؤال يفحص وضعه كما يفحص موضوعه سؤال ينقتد وضعه كما ينقتد موضوعه، إن دعوة طه عبد الرحمان تطمح إلى العثور على الفيلسوف العربي الجديد بوصفه سائلا ومسؤولا تقع عليه مهمة تحرير القول الفلسفي العربي وفتح آفاق الإبداع فيه، إن لطه عبد الرحمان طموح كبير يحمل في طياته سؤال الهوية ومفهوم الفكر الواحد ومفهوم الأمر الواقع ...
عموما يرى عبد الرحمان رغم مزاوجته بين العروبة والإسلام في جل كتبه أن المرور إلى الكونية لا يكون إلا بالقومية العربية وفي اطارها.
السـؤال فـي الفلسفـة
إن الحديث عن الفكر الإنساني والفلسفي خصوصا ومدى تطوره عبر الزمن يستحضر بالضرورة مكانة السؤال ودوره في طرح القضايا الكبرى والمشاكل التي يواجهها الإنسان أمام الضغوطات والإكراهات اليومية، فمنذ بدأت شروط تشكل الفكر الفلسفي واتجاهاته الكبرى كان السؤال حاضرا بقوة "ما هو أصل الكون فعن طريق السؤال نستطيع اختراق عوالم المعرفة والحكمة، فالتساؤل هو محطة أساسية لممارسة الشك وزحزحة التوابث والمسلمات لأنه بدون مساءلة الأفكار لا يمكن لنا أن نحقق إبداعا فكريا.
البحث عن ما هو أساسي وجوهري في الوجود عامة يفرض علينا إعادة النظر في قوانينا ومواعدنا الحاضرة وأحكامنا القبلية، فالقول مثلا أن العرب يتصفون بالكرم والغرب فرداني، وهكذا من الأحكام القبلية يسقطنا في التعميم المبني على الانطباعات، وليس على النظريات العلمية المضبوطة فعندما نطرح السؤال وتحاور الغير نكون أمام اختبار مدى قابليتنا على خلق الأفكار والرؤى وفق تطور قد نسعى إلى التغيير والتجديد والإبداع كما فعل فلاسفة اليونان من خلال سقراط الذي ولد المعرفة بفضل السؤال، فسقراط وحتى أفلاطون وأرسطو وظفوا السؤال الهادف لبلوغ الحق، لذلك لا يمكن لدارس الفكر الإنساني الفلسفة على الخصوص أن يساهم في خلق فكر تعمه روح الإبداع أن يتجاوز دور السؤال في نشأة الفلسفة.
إن السؤال هو الذي قاد نيوتن إلى اكتشاف الجاذبية وهو الذي دفع أيضا ديكارت إلى رسم خطاطة شكه المنهجي حول الوجود والله والذات الإنسانية فروح السؤال هي التي جعلت كبار الفلاسفة والعلماء من أمثال كليليو وابن رشد وغيرهم يؤدون الثمن غاليا عن طرح أفكارهم الحرة الطليقة التي أيقظت النفوس والعقول, ففكرة دوران الأرض أو إمكانية التوفيق بين الشريعة والحكمة كان ثمنها المحاكمات والتهجير لذلك فالسؤال هو الذي يعري حالات الجهل المستشرية .
والنص الذي بين أيدينا يشغل صاحبه السؤال وهو المفكر المغربي طه عبد الرحمان المولود بالجديدة1944 استاد المنطق وفلسفة اللغة لكلية الأدب بالرباط،
* من أشهر مؤلفاته:
* اللغة والفلسفة،
* المنطق والنحو الصوري
*في أصول الحوارو تجديد علم الكلام
* الحق العربي في الاختلاف الفلسفي
* روح الحداثة.
ينطلق طه عبد الرحمان من اشتهار الفلسفة بممارسة السؤال وتعدد أشكاله الفلسفية التي اختلفت باختلاف أطوار تلك الممارسة ويبرز في إطار آلية حجاجية شكلين للسؤال الفلسفي.
- السؤال القديم الذي يخص به الطور اليوناني القديم، السؤال الحديث الذي يخص الطور الأوربي وهو سؤال النقد.
سؤال الفحص يقتضي فحص المعرفة كاختبار السائل محاوره بإلقاء مجموعة من الأسئلة تaطره اضطراريا لا يرى مانعا في الإجابة عنها بالنفي لكنها تبطل دعواه.
فسقراط يتخذه طه عبد الرحمان كشاهد على ممارسة هذا الفحص حيث اعتاد أن ينادي أحد مواطنيه بالسؤال غالبا حول الأخلاق ويسترسل في أسئلته الواضحة ثم يمضي إلى الجمع بين الأجوبة المختلفة ويبرز التناقض بين الجواب الأول لأجوبة الاضطرار ليصل بمستوحيه إلى أنه لا يعرف شيئا، ويعتبر أن الاعتراف بالجهل خطوة مبدئية لبلوغ الحقيقة إلى سؤال الفحص هذا يوصل إلى المعرفة عن طريق الحوار.
- أما سؤال النقد فيمثل الفلسفة الأوربية المعاصرة حيث على الفيلسوف أن لا يسلم بابه قضية حتى يتحقق من صدقيتها وتقلبها على مختلف وجوهها مستعينا بمعايير العقل وحدها وخير مثال على هذا النقد فلسفة كأنه صاحب كتاب ثم العقل الخالص، وكتاب نقد العقل العملي وكتاب نقد ملكة الحك هو الذي يعرض في هذه الكتب بطريقة متماسكة النظرية النقدية في المعرفة والأخلاق عام الجمال كما ركز على ضرورة دراسة أشكال المعرفة وحدود قدرات الإنسان المعرفية وشرائط المعرفة، وقد كان لكانت أثر كبير في التطور اللاحق للفكر الفلسفي والعلمي، إن رؤية طه عبد الرحمن إلى تاريخ الفلسفة هذه النظرة الثنائية التي جعلت السؤال الفلسفي أوربيا في مرحلتين قد تبدو تغييبا اللحظة الإسلامية في تاريخ الفلسفة مما يستدعي التساؤل على موقف الفلسفة متضمن في كتابه ومنذ العنوان الحق العربي في اختلاف الفلسفي، فهو يقرر أنه آن الأوان لتجاوز شكل النقد بعد أن تجاوزنا من قبل شكل الفحص، وعليه يكلف نفسه مهمة تجاوز شكلي السؤال الفلسفي وهي مهمة كبيرة تتطلب الانتقال إلى الإنجاز والتحقق، فلذلك فهو يدعو لشكل جديد من السؤال الفلسفي ( السؤال المسؤول) وهو سؤال ليس فاحصا لموضوعه كالسؤال السقراطي ولا ناقدا له كالسؤال الكانطي إنما سؤال يسأل عن وضعه كسؤال بقدر ما يسأل عن موضوعه, إنه سؤال يفحص وضعه كما يفحص موضوعه سؤال ينقتد وضعه كما ينقتد موضوعه، إن دعوة طه عبد الرحمان تطمح إلى العثور على الفيلسوف العربي الجديد بوصفه سائلا ومسؤولا تقع عليه مهمة تحرير القول الفلسفي العربي وفتح آفاق الإبداع فيه، إن لطه عبد الرحمان طموح كبير يحمل في طياته سؤال الهوية ومفهوم الفكر الواحد ومفهوم الأمر الواقع ...
عموما يرى عبد الرحمان رغم مزاوجته بين العروبة والإسلام في جل كتبه أن المرور إلى الكونية لا يكون إلا بالقومية العربية وفي اطارها.