تسجيل إصابة 252 تلميذا بـ«أنفلونزا الخنازير» وحالتان جديدتان بالهراويين
أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 21 حالة جديدة، أول أمس، بمدن الدار البيضاء وطنجة وفاس والعرائش، ليرتفع عدد المصابين بالوباء إلى 507 حالات مؤكدة، 252 منها تم تسجيلها في الوسط المدرسي. وأضافت وزارة الصحة أن كل المصابين يخضعون للعلاج في منازلهم ولمراقبة منتظمة تشرف عليها المصالح الصحية المختصة، مشيرة إلى أنه لم تحدث أية مضاعفات لأية حالة ولم تسجل أية حالة وفاة إلى حد الآن.
واشتكى عدد من آباء وأمهات تلاميذ مدرسة «الشهيد العربي البناي»، بنيابة الحي الحسني، من غياب التطبيق الفعلي للمذكرة الوزارية التي تحث على ضرورة اعتماد مجموعة من الإجراءات لمواجهة مرض «أنفلونزا الخنازير»، فمراحيض المؤسسة -حسب شكاوى عدد من الآباء- شبه خالية من الماء والصابون ومن كل الوسائل التي باتت «ضرورية لمواجهة المرض الخطير الذي بات يهدد حياة أبنائنا». وعلمت «المساء» بأن مجموعة مدارس «أبي بكر الصديق»، التابعة للجماعة القروية الهراويين، شهدت إصابة تلميذة وشقيقها يدرسان بالمستويين الثاني والسادس بفيروس «إيه إتش1 إن1» نهاية الأسبوع الماضي، وغادر التلميذ أمس المركز الصحي بعد تحسن حالته، على أساس أن يستكمل العلاج في بيته، فيما مازالت شقيقته تحت المراقبة الطبية بعد أن تماثلت للشفاء. وحلت بالمدرسة، يوم أمس، لجنة طبية أجرت فحوصات على تلاميذ القسمين دون أن يتم تسجيل أية حالة إصابة بالوباء وسلمتهم أدوية للوقاية من المرض.
من جهة أخرى، كشفت مصادر موثوقة أن مصالح المندوبية الجهوية للصحة بالقنيطرة سجلت، الأسبوع المنصرم، إصابة تلميذين بفيروس أنفلونزا الخنازير «إيه إتش1 إن1»، تعدان الإصابتين الأوليين من نوعهما اللتين يتم رصدهما على مستوى المؤسسات التعليمية بالمدينة.
وأشارت المصادر إلى أن أولى الحالتين المؤكدتين هي لتلميذ يدرس بمعهد «بلزاك»، التابع للمعهد الفرنسي بالرباط، اصطحبته والدته إلى المركب الاستشفائي الإدريسي، بعد أن ظهرت عليه أعراض الإصابة بهذا الفيروس، حيث أثبتت التحاليل المخبرية التي أجريت له إيجابية مرضه بـ«أنفلونزا الخنازير».
وذكرت المصادر ذاتها أن التلميذ المصاب غادر المستشفى مباشرة بعد تلقيه العلاجات الضرورية، وأضحت حالته الصحية مستقرة، وهو يتماثل للشفاء.
في حين تم رصد الحالة الثانية لدى تلميذ يسمى «ح.ر»، يبلغ من العمر 16 سنة ويدرس بإعدادية «أم البنين». وقد تم نقله إلى مستعجلات مستشفى الإدريسي، بعد إصابته بأزمة حادة جراء معاناته من مرض الربو «الضيقة»، ليتبين، بعد إخضاعه للفحوصات الأولية، أنه يحمل أعراض الإصابة بفيروس «إيه إتش1 إن1»، وهي النتيجة نفسها التي أكدتها تحاليل المعهد الوطني للصحة، وهو ما أجبر إدارة المستشفى على الاحتفاظ به في الجناح المخصص للمصابين بهذا المرض، والذي تم تهييئه لهذا الغرض، حيث لا زال يتلقى العلاج.
وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر موثوق أن الحالة الصحية للتلميذ المصاب لا تشكل أدنى خطورة، سارع فريق طبي إلى منزل أسرته، الكائن بحي الخبازات والذي يعد أحد أكبر التجمعات التجارية بالمدينة، للتأكد من عدم انتقال الفيروس إلى أفرادها، ومنحهم الأدوية اللازمة للوقاية من خطر الإصابة، في انتظار فحص زملاء التلميذ الذين يدرسون معه بنفس القسم. ومن المرتقب أن تقرر مندوبية الصحة، بتنسيق مع نيابة التعليم بالقنيطرة، إغلاق إعدادية «أم البنين» لمدة خمسة أيام، في حالة ما إذا كشفت نتائج الفحوصات، التي من المفترض أن يكون تلاميذ المؤسسة قد خضعوا لها أمس الاثنين، إصابة العديد منهم بهذا المرض، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، لمنع تفشي الفيروس بين التلاميذ وعائلاتهم، وذلك وفقاً لإجراءات الخطة الوطنية للوقاية من «أنفلونزا الخنازير».
وفي موضوع ذي صلة، كشفت مصادر «المساء» أن التقارير الطبية للمصالح الصحية بالمدينة تسجل كل يوم ما بين 60 و70 حالة إصابة بالزكام، إلا أن نتائج التحاليل المخبرية أثبتت عدم إصابة أي منها بهذا الداء، مشيرة إلى أن المندوبية الجهوية للصحة، التي تبدو متحكمة في الوضع إلى حدود الساعة، بادرت إلى خلق خلية لليقظة وتتبع الحالات المصابة في كل المراكز الصحية، والتدخل في حينه عند رصد إحداها، مضيفة أن مقر المندوبية يحتضن، بصفة يومية، اجتماعات للإخبار وتقييم الوضعية، وكذا لدراسة المستجدات واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة.
المساء