تلميذ يقتل زميله بثانوية الفقيه التطواني بسلا
لقي تلميذ مصرعه حوالي الساعة 11 من صباح الاثنين 23 نونبر 2009 أمام باب ثانوية الفقيه التطواني بنيابة سلا، بعد تلقيه طعنتين بالسلاح الأبيض جهة القلب وجههما له تلميذ كان قد استنجد به زميل الضحية بعد شجار وقع بينهما داخل الفصل أثناء فترة امتحان المراقبة المستمرة في مادة الرياضيات. إذ وافته المنية وهو في الطريق إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا. وأوضح تلاميذ قريبون من الحادث لـ ''التجديد''، أن الشجار بين الضحية وزميله (وهما يدرسان معا بالأولى ثانوي علوم تجريبية)، كان قد نشب بينهما داخل الفصل، حول طاولة كان كل منهما ينوي الجلوس بها، وهو ما أكده علي براد، نائب نيابة سلا، لـ ''التجديد''، مضيفا أن أستاذة مادة الرياضيات، كانت قد تدخلت لفض النزاع بينهما.
فيما أرجعت رواية أخرى أن الصراع حول المكان محط التنافس بين التلميذين، كانت تجلس أمامه تلميذة مجتهدة، وقد تمكن الضحية (17سنة) من الجلوس بها بعد أن صفع زميله، الذي نقل الشجار بحسب المصدر ذاته، إلى خارج أسوار الثانوية، ليتطور الأمر إلى جريمة قتل، بعد أن ترصد ''الجاني'' (وهو تلميذ آخر استنجد به الطرف الثاني في الشجار الذي دار داخل الفصل)الضحية بعد خروجه من المؤسسة، فوجه إليه طعنات قاتلة، لفظ على إثرها أنفاسه ثم وضع السكين بجانبه بهدوء، وانصرف إلى حال سبيله، قبل أن يتم وضعه رهن الاعتقال لدى أمن سلا.
جريمة قتل تلميذ ثانوية الفقيه التطواني، تعيد إلى الواجهة ظاهرة العنف المدرسي، المتزايد في المدارس المغربية، التي نحت منحى خطيرا خلال السنوات الماضية، إذ عرف عدد من المدن جرائم قتل كانت المؤسسات التعليمية مسرحا لها، وقام تلاميذ بارتكاب هذه الجرائم ضد تلاميذ آخرين يدرسون معهم في نفس الفصل أو في نفس المدرسة.. فقبل أيام، وبمدخل مؤسسة ابتدائية تقع وسط سوق يومي بقرية أولاد موسى بمدينة سلا، نشب خصام بين تلميذين بعد خروجهما من الفصل الدراسي، وهدد أحدهما الآخر بالقتل وهو يمسك بمقص. وقبل سنة اهتز الوسط التعليمي على وقع جريمة شنيعة راح ضحيتها تلميذ في التاسعة من عمره بعد طعنه من قبل زميله في المدرسة. وفي نونبر الماضي قتل عند باب ثانوية عمر بن عبد العزيز بمدينة وجدة، تلميذ بعد تلقيه طعنة، وجهها له ثلاثة من أقرانه أحدهم تلميذ يتابع دراسته بإعدادية الوحدة.. وقتل تلميذ زميله البالغ من العمر 15 عاما في مدرسة بمدينة القصر الكبير شمال المغرب لاستهزائه به أمام زملائهما، بعد تعرضه لطعنة قاتلة بالسلاح الأبيض أمام باب المؤسسة التعليمية... وتكرار مظاهر العنف التي أصبحت بادية على سلوكات التلاميذ يسير نحو إثارة المزيد من مخاوف المجتمع، ويستوقف أكثر من باحث ومسؤول حول ظاهرة النزوع نحو العدوانية في معاقل التربية والتعليم.
وفق إحصائيات لمنظمات حقوقية دولية، فإن 70 في المائة من التلاميذ في المغرب، يقولون إنه سبق أن تعرضوا للعنف، وهو عنف يتراوح ما بين الذي يمارسه التلاميذ فيما بينهم، أو الضرب الذي يتلقونه من المدرسين.
التجديد
25/11/2009