التقييم ..مفهومه وأهميته وأساليبه
أثر معرفة المعلم بنتائج أدائه السابق
سنتناول بشيء من التفصيل عملية تقييم المعلم ، مفهوم التقييم واهميته والأساليب المتبعة في التقييم والتوجيه ، والأسس والمبادئ التي تقوم عليها عملية التقييم ، ثم من هم الذين يقومون بعملية تقييم المعلم ؟ وما هي صفات ما يقوم بعملية التقييم ؟ والعوامل المؤثرة في عملية التقييم ، والجوانب التي يقيم فيها المعلم .وسوف نتناول كل عنصر مما سبق بالشرح:
أولا : مفهوم التقييم :
لقد تتطور تقييم الأداء ، ليواكب التطور في جميع جوانب الحياة ، فالتقدم الصناعي والتفجير المعرفي ، وغزو الفضاء ، والتوسع في العلوم الإنسانية ، أدى إلى الاهتمام بعملية التقييم ، والاهتمام بشخص الفرد الذي تقوم عليه عملية التقييم .
وكذلك بالنسبة لتقييم المعلم ، فإنه تطور مع تطور الحياة ، والعلاقات الإنسانية ، فبعد أن كان يأخذ شكلا تفتيشيا وتصيد الخطاء للمعلم ! أصبحت العملية ديموقراطية تعاونية ، يشارك في فاعليتها القائم على التقييم والمعلم في آن واحد ، وتكون عملية تبادلية بينهما .
والتقييم في مفهوم إدارة الأفراد ، تعني تقييم أداء معين على ضوء معايير محددة مسبقا وفي حال ملاحظة أي انحراف يتم اتخاذ إجراءات تصحيحية ، والتقييم ليس دائما عملية أخيرة في سلة المهم الإدارية ، بل إنه عملية مصاحبة لكل المهام الأخرى ، سواء التخطيط أو التنظيم أو القيادة وفيما يتطلب الموقف أجراء تعديلات أو ممارسات تصحيحية على الأداء .
والتقييم : ( التوجيه ) عملية قياس ، يقوم بها الموجه أو المدير في مجال التربية والتعليم بقد معرفة مستويات الكفاية عند المعلم ، وقياس آثره في الطلاب .، وهذا التقييم يتم في فترات متقاربة أو متباعدة حسب ظروف القائم على التقييم ، وظروف المعلم والمدرسة والمعلم .
وعملية التقييم في التربية والتعليم تتضمن تشخيصاً للموقف ، والأداء ، من جميع نواحيه : المنهج والمعلم والمدرسة والطالب ، وهذا التقييم يساعد القائم على التقييم بوصف العلاج على هيئة : توجيهات وخدمات ومساعدات ، وقد تكون على هيئة قرارات تساعد المعلم على في تطوير أساليبه وتنميته مهنياً .
فالعبرة في تقييم المعلم ليست في ثروته العلمية والعملية ، أو خبرته المهنية أو قوة شخصيته وإنما في مقدار النمو الذي تحدثه كل هذه العناصر والإمكانيات والوسائل في الطلاب .
ولذلك يجب أن يكون التقييم محاسبة على أخطاء الماضي ، بل هي استفادة من أخطاء الماضي في تحسين الأداء في المستقبل ! ويجب على التقييم ألا يركز دائما على جوانب الضعف ويهمل جوانب القوة ، ويشهر بأداء وأخطاء الفرد الضعيف ! إنما التقييم - بمفهومه الصحيح – يجب أن يركز على جوانب القوة في الأداء ، والتشجيع والحفز على الأداء والاستمرار والتقدم !!
وهذا لا يعني استبعاد نقاط الضعف ، بل يجب أن نضع العلاج للضعيف ونرشده إلى الطريق الصحيح ، ونركز على الجانب الإيجابي ، فيكون في التقييم الثواب والعقاب . فلا يكون التقييم تصيداً للأخطاء ، ونجعل منه عملية إرهابية ! بل عملية تعاونية يسودها روح الأخوة والمساعدة ، بذلك نحقق أهداف التقييم .
ثانيا : أهمية التقييم :
أهمية التقييم ، من أنه عملية استمرارية ، وملازمة للعملية التعليمية في جميع مراحلها وجميع جوانبها وله الأثر الكبير على أداء المعلم ، ومستوى المناهج بالنسبة لقدرات الطلاب .
وفيما يلي عرض لأهمية التقييم :
1- إيجاد الدافعية لدى المعلم للعمل والاستمرار في عمله ، لأن أي عمل ليس له برنامج رقابي يضعف الحماس وتقل الدافعية له ،. ولذلك فإن عملية التقييم والتوجيه تولد الدافعية1 لدى المعلم وتدفعه إلى التفكير والتجديد .
2- يساعد التقييم في برنامج التدريب لأن من خلال التقييم نتعرف على نقاط القوة والضعف . وندرك أي من المعلمين يحتاج إلى تدريب ،. لتنميته مهنياً.
3- يرتبط التقييم بنظام الحوافز المادية والمعنوية . وأيضاً بالنسبة للترقيات ،. فالتقييم يبرز المعلم الذي يستحق الحوافز أو الترقية ،. وكفاءته في عمله تظهرها عملية التقييم .
4- يكسر التقييم الحاجز النفسي بين المعلم والقائم على التوجيه ،. لأن من خلال عمليات التقييم يتم اللقاء قبل التقييم والتوجيه في لقاء غير رسمي ،. وأيضاً من خلال الاجتماعات والندوات والزيارات التوجيهية .
5- والتقييم الموضوعي يعتبر عملية جماعية ديموقراطية يشترك فيها المعلم والموجه والمدير في التخطيط والتنظيم والقرارات ،. فيخرج التقييم من الإطار البيروقراطي التقليدي على الديموقراطي الحديث فيزيد من فاعلية المعلم في عملية التقييم ،. ويزيد من قبول الآراء والعلاج للمشكلات والصعوبات التي يواجهها .
6- والتقييم عملية شاملة لكل من : ( المعلم ،. المدرسة ،. طرق التدريس ،. المناهج ) ،. بحيث يعطي صورة واضحة عن كفاية التعليم وأثره على الطالب .
7- يساعد التقييم والتوجيه المعلم لمعرفة وأحسن أساليب التدريس ،. وتبصيره بأسلوب الربط بين الأهداف ،. ومدى تلاؤم أسلوبه والمنهج بمستوى الطلاب.
8- تذليل الصعوبات التي تواجه المعلم في ميدان عمله ،. وتقديم الحلول والعلاج لمشكلاته.
9- ينمي التقييم رغبة الابتكار والتجديد عند المعلم ،. عندما يتفاعل مع عملية التقييم والتوجيه ،. كما ينمي المعلم مهنياً .
10- التقييم يساعد في صناعة القرارات التربوية.
ثالثاً : أساليب التقييم والتوجيه التربوي :
يعتبر التوجيه التربوي المعاصر برنامجا متكاملا لتحسين العملية التربوية الحديثة ، ويتطلب من القائم على عملية التقييم والتوجيه التربوي أن يمارس دوره على السبل التشاركية والتعاونية ، لأنه لا يوجد افضل من أسلوب المشاركة الذاتية في عملية التقييم ، فيستثير فضول ورغبات المعلمين في المشاركة بعملية التقييم والتوجيه .
والقائم على التقييم يستخدم أساليب متنوعة وحديثة في عملية التقييم والتوجيه .
1. الأساليب الفردية :
وهذا الأسلوب يساعد المعلمين كأفراد ، ومنها :
زيارة المدرسة :
يقوم الموجه في بداية السنة الدراسية بزيارة المدرسة ، ليقف على دور المؤسسة في تحسين الظروف ، التي تحيط بالعملية والتربوية والتعليمية ، التي تساعد في تحقيق أهداف الوزارة ، والفعاليات والأنشطة ، التي تدمج المدرسة مع الطلاب والبيئة المحيطة بها ، وخلال هذه الزيارة يستطيع أن يقف على المشكلات ، وتقديم الحلول لها ، والتعرف على العدد المخصص له من المعلمين ، وتوزيع الكفايات توزيعاً عادلاً بينهم .
الزيارات الصفية :
وهي اقدم أساليب التقييم والتوجيه ، وكانت تقابل بالاعتراض من قبل المعلمين ، وكانوا يعتبرونها بمثابة تهديد لشخصيتهم وإمكانياتهم المهنية ، وذلك بسبب الفكرة التقليدية لعملية التقييم ولكن في الوقت الحاضر تعتبر من أهم الوسائل ، لأن هدفها جمع المعلومات لدراسة الموقف التعليمي وفعاليتها دراسة تعاونية مشتركة بين المعلم والموجه والمدير ، هي تعتبر أسلوب لتطوير العلمية التربوية والتعليمية .
تتبع هذه الزيارات مناقشات هادفة وواعية ، بين المعلم والموجه ، ويتم من خلالها تبادل الآراء ووجهات النظر ، ويستفيد المعلم من خبرات الموجه ، ويتعرف الموجه على مدى ملائمة المناهج لقدرات ومستويات الطلاب ، ويتم تطوير وتنمية الإبداع الابتكار لدى المعلم ليستخدمها في تقديم الأساليب الحديثة والجديدة ، والتي تزيد من التأثير في طلابه وتوصيل المعلومات إليهم .
وللزيارات الصفية قواعد ، ونورد فيما يلي أهمها :
1- على الموجه أن الصف باستئذان من المدرس وتحية تلاميذه ،. ويجلس في مكان لا يشتت فيه أفكار الطالب
2- أن يثني الموجه على المعلم أمام طلابه .
3- أن لا يقاطع المعلم أثناء الشرح ،5. ولا يتدخل في الشرح.
4- أن يجلس الموجه أو القائم على التقييم فترة زمنية كافية ،7. للوقوف على المعلومات التي يريدها.
5- أن يحدد هدفه من الزيارة مسبقاً.
6- أن يراعي الناحية النفسية والصحية للمعلم.
7- يفضل أن يدون الموجه الملاحظات حتى لا يعتمد على ذاكرته
8- على المعلم أن لا يعتبر الموجه زائرا ثقيل الظل بل يجب أن يقابله كشخص قادم لمساعدته وحل مشاكله وتعزيز نقاط القوة فيه .
9- ويتبع الزيارة اجتماع :وهذا الاجتماع يكون بين المعلم والقائم على التوجيه ، ويناقشان النقاط التي دونها القائم والملاحظات التي وضعها أثناء الزيارة ، مناقشة موضوعية ، الهدف منها رفع كفاءة أداء المعلم وتعزيز نقاط القوة ، وإيجاد الحل لأي انحراف في الأداء أو الأسلوب ، ويجب أن يسود الاجتماع روح الأخوة والتعاون لهدف سام .وقد يطلب المعلم الاجتماع به ، ليناقش مشكلة تعترضه في التدريس أو المنهج ، فيطلب المشورة والنصح من الموجه أو المدير .
2. الأساليب العامة :
وهي أساليب يكون فيه التوجيه بشكل عام ، ومنها :
الاجتماعات العامة :
وهي تتم بين القائم على التقييم والتوجيه ، وبين الهيئة التعليمية ، وهي تخدم أهدافا وأغراضا جماعية ، وتأخذ هذه الاجتماعات أشكالا معينة ، ومنها : الاستماع إلى محاضرة من هيئة تعليمية أو شخص مختص ، نقاش حر ، ندوات ، لجان تربوية ، حلقات دراسية .
ويلاحظ هنا المقيم مدى تفاعل المعلم مع زملائه ، ومدى مشاركته ودوره .
ولهذه الاجتماعات مميزات هي :
1- تنمي روح التفاعل الجماعي بين الهيئة التعليمية والإدارية .
2- تعطي الصبغة الديموقراطية للحوار والنقاش .
3- تدارك نقاط الضعف في المنهاج في بداية السنة .
4- وضع أهداف خطط يمشي عليها النظام طوال العام.
5- يلاحظ الموجه والمدير المعلمين ،6. ويتعرفان على شخصياتهم.
القراءات والنشرات والمشاغل :
القراءات : ليواكب المعلم التفجر المعرفي والتكنولوجي ، لابد لـه من الاطلاع والقراءة المستمرة لتطوير نفسه ، ليواكب التطور التربوي الحديث ، وقد يطلب الموجه من المعلم الاطلاع وقراءة موضوع معين ، فيوجه في هذا الاتجاه ، وقد يرفع الموجه من حماس المعلم للقراءة ، ويترك له حرية مجال الاختيار .
المشاغل التربوية : وتعتمد هذه المشاغل على اعداد كبير ، بحيث تتوفر فيه الوسائل التي تحقق الهدف المنشود ؛ وقد تكون مشاغل لعمل وسائل أو تجارب ، أو بحوث ، أو غيرها .
الدروس النموذجية :
حيث يتفق الموجه مع عدد من المعلمين ، الذين يمتازون بخبرات وقدرات تدريسية ، على إعطاء دروس نموذجية أمام زملائهم الآخرين ، فيعد المعلم الدرس اعداد جيدا ، مع الأخذ برأي الموجه وتوجيهاته ، فيحضر المعلمون الدرس وأثناء إلقاء المدرس الدرس ، يدونون ملاحظاتهم ، للنقاش اللاحق مباشرة للدرس النموذجي ، أو يتم تسجيله على شريط فيديو فيشاهدوه الزملاء ليستفيدوا في تنمية مهاراتهم التدريسية ويتعرفوا على أساليب وطرق التدريس ، ويدون كل معلم رأيه في الدرس ويركز على نقاط القوة والضعف ، ثم يناقش ما دون مع الموجه .
عمل البحوث التربوية :
يمتاز المعلم بأنه شخص باحث , فهو طوال فترة تدريسه يلاحظ طلابه ويشخص حالاتهم ويجرب أساليب في حل مشكلاته مع الطلاب ، وبذلك يكون هو باحثا .
وعلى الموجه أن يطلب من المعلمين عمل بحوث ميدانية لمشكلات أو ظواهر لاحظها هو أو أحد المعلمين إيجاد الحل ، وينشر البحث ويعمم .
3. بطاقة تقييم المعلم :
ولهذه البطاقة عبارة عن : نموذج أعد إعدادا معينا , يشتمل على معايير ودرجات لهذه المعايير .
وهذه البطاقات تحتوى على :
عناصر شخصية وتشمل :
1- الصفات الشخصية والجسمية للمعلم ، والمظهر العام
2- الاتزان الانفعالي
3- والتوافق الاجتماعي
4- وحسن التعامل والتعاون
5- والمواظبة
6- والتقيد بمواعيد العمل .
7- الإعداد: الاتجاهات المهنية والمهارات الفنية
8- إعداد الخطة العامة للتخطيط اليومي
9- واستمرار النمو والكفاءة في المادة واستخدام اللغة السليمة
10- ،والأهداف والمثل العليا .
11- الموقف التعليمي : التخطيط والتنظيم للدرس
12- الاهتمام بالفروق الفردية
13- استخدام أساليب التدريس
14- والقدرة على الربط.
15- تجاوب التلاميذ : حماس الطلاب أثناء الدرس وجذبهم
16- القدرة على تقويم نمو الطلاب وتقدمهم في المادة وعادات التفكير والنمو عند الطلاب
17- أثر المعلم في ذلك فيخصص درجة لكل معيار من المعايير المذكورة في بطاقة تقييم المعلم
18- وعند جمع هذه الدرجات نحصل على التقييم النهائي للمعلم .
4. وسائل أخرى لتقييم المعلم :
1. نتائج الامتحانات :
وهى تأخذ عدة أوجه ، سواء الامتحانات العامة أو الامتحانات المدرسية للصفوف أو امتحان يضعه الموجه أو المدير ، ليقف على مستوى الطلاب فى المادة أو الصف ،الذي يقوم فيها المعلم ، فإذا حصل الطلاب على درجات عالية فى الامتحان اعتبر هذا المدرس يقوم بتدريس ناجح أما إذا لم يحصلوا على متوسط الدرجات فيعتبر المعلم مقصراً . ولهذه الطرق عيوب ، هى :
· إذا كان الطلاب في الصف طلاب أذكياء ، فسوف يتعلمون مهما كان مستوى المعلم ، وسوف يحصلون على درجات عالية .
· أما إذا كان الطلاب دون متوسط الذكاء ، فإنهم لن يحصلوا على درجات حسنة حتى وإن كان المعلم ممتازا في التدريس ! وبذلك نجد هذه الوسيلة لا تعطي صورة حقيقية عن أداء المعلم .
2. رأى المعلم في نفسه :
وهي تأتي في شكل أسئلة يجيب عليها المعلم بنفسه ، حيث تتضمن بعض الصفات المرتبطة بمهمة المعلم أو اختبارات تكشف عن النواحي الشخصية ، والصفات المزاجية والخلقية . وتقييم المعلم لنفسه ليست عملية سهلة ، بل صعبة لأن هناك معلمين مقتنعين بأدائهم ، ولا يريدون التحديث والتجديد أو التغيير ، ويجب على من يتبع هذا الأسلوب ، أن يدرك بأنه لابد أن يسود جو من التفاهم والثقة والود والألفة بين المقيم والمعلم ، ويطمئن المعلم بأن نتائج تقييم نفسه سوف تكون لصالحه وليست ضده ، حتى يظهر جوانب ضعفه أو نقصه في التدريس ،ويكون تقييم المعلم لنفسه في الجوانب التالية : تدريسه ، ونشاطه خارج الفصل ،علاقته بطلابه وزملاءه وبإدارة المدرسة ، وعندما يتوصل إي نتائج تقييمه لنفسه ، يكون بذلك وضع يده على نقاط القوة والضعف فيسعى إلي رفع كفايته المهنية و إيجاد الحلول لمشاكله مع مدير المدرسة والموجه وأخذ رأيهم واستشارتهم .
3. رأى المعلمين الآخرين بالمعلم :
وتقوم هذه الطريقة بمقارنة المعلم بزملائه المعلمين ، وقد تقوم على أساس استفتاء يوجه فبها أسئلة للمعلمين لإبداء الرأي في زميلهم ، وقد تدور هذه الأسئلة حول شخصيته ، وعلاقته بهم ومدى تعاونه وانكماشه عن المجموعة .
4. رأي الطلاب في المعلم :
وهذا هو الأسلوب خير وسيلة لأن أكثر الناس احتكاكا بالمعلم الطالب ، وبذلك يوجه المقيم أسئلة للطلاب ، يذكر فيه : من تحبون من المعلمين أكثر؟ ولماذا ؟ وأيهم تحبون أقل ؟ ولماذا؟ وهذه الأسئلة عبارة عن تقييم لكل معلم يحتك به الطالب ، والإجابة عليها تعطي تقديرا للمعلم الأكثر ذكرا في إجابة الطلاب وأكثرهم حبا لديهم .
ومن العرض السابق لأساليب ووسائل تقييم وتوجيه المعلم يتبين لنا أنها سلسلة مترابطة مع بعضها البعض ، ومنها جميعا يتكون نظام متكامل للتقييم والتوجيه . ولذلك على القائم على التقييم أن يتبع أساليب متعددة ، وينوع وسائله حتى يتوصل إلى الهدف من التقييم ، ويكون التقييم أكثر موضوعية وواقعية .
رابعا : من يقوم بعملية التقييم :
يمتاز تقييم الإنسان بنوع من الصعوبة ، وذلك لأ ن الإنسان ليس شيئا ماديا أو يمكن قياس أداءه بأرقام رياضية أو نظرية حسابية ولذلك فإن من يقوم بتقييم المعلم ، لابد أن تتوفر فيه صفات معينة ، تؤهله لتقييم المعلم وكذلك وسائل وأساليب التقويم ، يجب أن تناسب عملية التقييم ، إذا فمن يقيم المعلم ؟
مدير المدرسة :
هناك وجهة نظر : الأولى تؤيد أن يقوم المدير بعملية التقييم والتوجيه ، ومنها من يعترض على ذلك .
إيجابيات المدير كمقيم وموجه لأداء المعلم :
1- الاحتكاك الدائم مع المعلمين
2- يعطي فكرة أكبر وأشمل على المعلمين
3- زياراته الدائمة للفصول
4- ووقوفه على مستوى الأداء
5- يعطيه صورة عن كفاءة كل معلم .
6- المدير أقرب للمدرس من الموجه
7- بسبب وجوده الدائم والتعود على شخصه .
8- اطلاع المدير على نشاط المعلم الصفي واللاصفي .
والمدير كمقيم وموجه لأداء المعلم ، له سلبياته ، ومنها :
· تدخل العامل الشخصي يبعد الموضوعية عن التقييم .
· لكثرة الأعمال الإدارية قد يهمل المدير التقييم والتوجيه .
· أهمية الأعمال الإدارية التي يقوم بها المدير لتهيئة الجو الدراسي الصالح في المدرسة ويجب عدم الانشغال عنها بغيرها
· عدم تخصص المدير في بعض المواد الدراسية .
2- الموجه كمقيم لأداء المعلم :
أيضا هناك مؤيدون ومعارضون ، ولها سلبيات وإيجابيات .
إيجابيات الموجه كمقيم لأداء المعلم :
1- تخصص الموجه في المادة التي يوجه فيها .
2- يكون التقييم أكثر موضوعية
3- لأن الموجه من خارج المدرسة
4- لايدخل في التقييم الاعتبارات الشخصية
5- تفرغ الموجه التام لعملية التوجيه .
* سلبيات الموجه كمقيم لأداء المعلم:
1- ارتباك وتردد الموجه داخل الصف
2- كونه زائرا من خارج المدرسة .
3- محدودية الزيارة فهو يرى الموقف التعليمي لذلك اليوم أو الوقت الذى يتواجد فيه .
4- قد يتواجد في ظروف غير مناسبة للمعلم
5- سواء من الناحية الصحية أو النفسية .
المدير والموجه يقومان بعملية تقييم المعلم :
بعد العرض السابق لإيجابيات وسلبيات كل من المدير والموجه كمقيمان لأداء المعلم يمكن أن ندمج الاثنين معا في عملية التقييم والتوجيه .
يقيم ويوجه المدير الناحية الإدارية في المعلم من : الانضباط ، والتفاعل والأنشطة، والتعاون مع الزملاء والإدارة ، وأي أنشطة إضافية يقوم بها المعلم متطوعا لخدمة المدرسة والعلم .
أما الموجه فيقيم الناحية الفنية في المعلم من : التخطيط ، والإعداد ، وأسلوب التدريس والتحصيل العلمي للطلاب .
خامسا : خصائص القائمين على عملية التقييم :
لابد أن تتوفر صفات وخصائص في الشخص الذى يقوم على عملية التقييم والتوجيه التربوي لما تتصف به هذه العملية من الصعوبة والدقة ، لأنها تمس أغلى ما نملك وهم أبنائنا ، لبنة مستقبل أمتنا ، مع صعوبة إيجاد قياس دقيق لأداء المعلم .
ولابد أن تتوافر القدرات والمهارات الفنية ، التي تمكنهم من إصدار أحكام عادلة على أداء المعلم ، خصوصا وأن المعلمين بهم فروق فردية ، ويختلفون فى قدراتهم واتجاهاتهم وأهم هذه الصفات :
الاندفاع والحماس :
كلما كان الموجه ( أو المدير) يمتاز بحماس للعمل التوجيهي ، والاندفاع نحو ابتكار أساليب جديدة للتوجيه ، فإن ذلك ينعكس على المعلمين ،الذين يقوم بتوجيههم .
الإبداع والمرونة :
الروتين من الأعمال المملة ، ولذلك على الموجه أن يتصف بالإبداع في أساليبه وطرق التقييم حتى يخلق المناخ الذي يدفع إلى الابتكار والتجديد والتعاون معه .
التفاؤل والثقة :
امتلاك الموجه لهذه الصفات يساعده في التعامل مع المعلمين بشخصياتهم المختلفة .
العلاقات الإنسانية :
أن يكون الموجه أو المدير ذا شخصية ومهارات فنية في العلاقات الإنسانية، حتى يكسب ثقة المعلمين وحبهم ،وينتج عنه التعاون المشترك بينهم ، وعليه أن يترك أثرا طيبا وانطباعات إيجابية لدى المعلم .
الواقعية والرؤية الكاملة :
التى تمكنه من تحسين الاتجاهات والمهارات في تفكير وأداء المعلمين ،وتمكنه من إصدار الحكم الواقعي والموضوعي على أداءهم .
التمكن من المادة العلمية :
أن يكون متمكنا من المادة العلمية ، التى يوجه فيها ، ومعرفة خصائص المرحلة الدراسية والإلمام بجميع عناصرها ومشكلاتها ، ويتمتع بثقافة واسعة في مجال التقييم.
القدرة على تعديل السلوك:
وهي إعادة تأهيل التابعين من المعلمين ، ويكون السلوك بزيادة قوته وتكرارية حدوثه ، أو بتكوين عادات جديدة ، أو بتقليل وحذف سلوك وعادات أخلاى سلبية أو غير إيجابية .
يتبع في الصفحة الموالية
عدل سابقا من قبل admin في 25/11/2009, 09:57 عدل 1 مرات