منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

أهلا و سهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب .
انت لم تقم بتسجيل الدخول بعد , يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى .
نشكر لك زيارتك لموقعنا، آملين أن تساهم معنا في بناء هذا الصرح، لما فيه الخير والبركة .

منتديات الشموس للتربية و التعليم بالمغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    استنساخ منظومات تربوية غريبة عنا

    admin
    admin
    ادارة عامة


    تاريخ التسجيل : 02/05/2009

    GMT + 7 Hours استنساخ منظومات تربوية غريبة عنا

    مُساهمة من طرف admin 29/12/2009, 07:40


    استنساخ منظومات تربوية غريبة عنا

    هذه هي الحقيقة، بلد جد متطور، لكن ليس عبر استنساخ المنظومة التربوية لكندا أو فرنسا أو أميريكا، ولكن انطلاقا من أرضيته وخصوصياته الثقافية، في أفق تثبيت أسس مجتمع قوي متماسك ولو فوق أرض لا تتوقف عن الارتجاج، وتجتاحها الأعاصير المدمرة في جل أوقات السنة.
    المنظومة التربوية والتعليمية اليابانية أنتجت عنصرا بشريا كالنملة في جديته وتحديه لكل المعوقات، فقد كونت عنصرا بشريا لا يستهويه الخلود للراحة والبطالة. فحتى العطل الأسبوعية والشهرية والسنوية لا مكان لها في هويته الثقافية، حتى أن الحكومة عملت، تحت الضغط الأميريكي، على الإغراء بالمحفزات المادية كي يقبل الياباني أخذ العطل والخلود للراحة أملا في الانخراط أكثر في ثقافة الاستهلاك التي تشكل محرك النظام الرأسمالي. كما أن ثقافة الإضراب عند اليابانيين خاصة بهم جدا، بحيث لا يتوقفون عن العمل، بل يعملون على تضخيم الإنتاج حتى تنخفض الأثمنة فيخسر صاحب المؤسسة، إنه الإضراب بالعمل والإنتاج عند من يعمل، وليس الإضراب عن العمل عند من لا يعمل أصلا.
    اليابانيون عنصر بشري محب لوطنه حبا شوفينيا، بحيث غزوا العالم بما يصدرونه من منتوجات صناعية بكل ألوان الطيف، بينما انحصر استهلاكهم في ما ينتجه بلدهم، وهو ما جعل الأميريكيين يضغطون بقوة ليعمل اليابان على تسهيل اقتناء المنتجات الأميريكية لإعادة التوازن لصندوق التبادل التجاري بين البلدين.
    بعد أن حلقنا بعيدا، جغرافيا وفكريا، في عالم بلد يبني ويشيد بعزيمة قل نظيرها، لنعد إلى حالنا، ولننظر نظرة الفاحص المشخص لنوعية الثقافة، التي نربي عليها أبناءنا، لكي يتبين لنا كم نحن واهمون، مفتقدون لأبسط قواعد التفكير السليم، حينما نعمل على إلباس أبنائنا ما لا يواتيهم، عبر استنساخ منظومات تربوية غريبة عنا، ونحن غرباء عنها. فهذا وزير التربية والتعليم في بلد اسكندينافي يقدم استقالته لأنه شاهد طفلا يقطع وردة من حديقة عمومية، وهذا طفل ياباني يعاقب بالصدمة الكهربائية لأنه لم ينجز تمارينه، فأين نحن وأطفالنا من الإعراب التربوي من كل هذا؟ هل النظريات التربوية الكندية التي يتسابق منظرونا التربويون للعمل على استنساخها، تعد قابلة للاستنبات في أرضية ثقافية لا يعرف الفرد فيها (صغيرا أو كبيرا) عن مفهوم حقوق الإنسان إلا حقه هو في التعدي على حقوق الآخرين بشتى الوسائل.
    هل الأطفال والشباب، الذين حولوا الطرقات داخل الأحياء السكنية بمدننا إلى ملاعب لكرة القدم، وعملوا على فرض أجندتهم على أصحاب السيارات ووسائل النقل الأخرى والراجلين، يمكنهم التفاعل بٳيجابية مع النظريات التربوية الكندية التي فصلت لأطفال بثقافة هذا البلد؟ هل هناك منظرون تربويون كنديون عارفون بخبايا ثقافاتنا، وبكنه عقلياتنا، فعملوا على وضع أسس منظومة تربوية مصممة لرجال تعليمنا وأطفالنا ومجتمعنا؟
    قد يقول الكثيرون إن الخطأ ليس خطأ الأطفال والشباب، الذين حولوا الشوارع والطرقات إلى ملاعب لكرة القدم، بل إن المجتمع المغربي والمسؤولين هم الذين يتحملون المسؤولية، لأنهم لم يعملوا على إيجاد الفضاءات الرياضية الضرورية لأطفالنا. والجواب بنعم، إنها عين الحقيقة، حقيقة تربية أطفالنا في كنف ثقافة تتجاهلهم، ثقافة الفوضى والاعتداء على حقوق الآخرين، ثقافة اللامسؤولية، ثقافة الإسمنت، ثقافة الطوب والآجور و"بْنِي وعَلِّي"، في غياب ضوابط التمدن والتحضر واحترام العنصر البشري.
    فهل الأطفال الذين ربوا على خرق النظام واستهجانه، أي نظام كان، والإخلال به بتزكية من الآباء (كمدرسة أولية للتربية)، وكل مكونات المجتمع (كمدرسة تربوية ثانية)، مؤهلون لأن يصلحوا كأرضية قابلة لاستنبات ما يستنسخ من نظريات تربوية من كندا وغيرها من الدول الغربية المتقدمة؟ ثم، هل الأطفال والشباب الذين تربوا على عدم الاكتراث بمفهوم سلامة البيئة، والحفاظ على المناطق الخضراء ونظافة العمارة والأحياء والشوارع، بقيت عندهم أية قابلية للاكتراث بهذه الأمور على ضوء ما يستنسخ من نظريات تربوية صممت وفصلت وخيطت لأطفال مجتمعات أخرى، على منوال ثقافتهم، وعلى ضوء مفاهيم مجتمعاتهم للتربية والتعليم.
    فإذا عوقب الطفل الياباني بالصدمة الكهربائية، وهو الذي يمشي مع "الحيط الحيط" كما يقول المثل الدارج عندنا، فماذا علينا أن نفعل مع أطفالنا الذين تربوا في وسطهم السكني، وحتى داخل المؤسسات التعليمية، على فعل كل ما هو محظور "تكسير كل ما هو قابل للكسر حتى داخل الأقسام كالطاولات والكراسي والسبورة، الكتابة على الجدران وعلى الأبواب وعلى الطاولات في الأقسام وحتى في المدرجات بالكليات، التراشق بالحجارة، تدمير الحدائق والفضاءات الخضراء، عدم الاكتراث بالنفايات والأزبال والإلقاء بها في كل مكان..."؟
    المسؤولون عن المنظومة التعليمية، بل الدولة كلها دقت ناقوس الخطر وأعلنت حالة الطوارئ بمجرد أن أظهرت الإحصائيات أن 10 في المائة من التلاميذ بدأوا يتعاطون المخدرات في اليابان، فأين نحن من كل هذا وقد أصبحت مؤسساتنا التعليمية أوكارا لكل المبيقات؟ أين نحن بينما أطفالنا وشبابنا ضاقت بهم الأرض بما رحبت، من كثرة الإحباط وانغلاق الأفق واستشراء ثقافة الجهل والتجهيل المصاحبة للميوعة والانحلال وقتل روح المسؤولية والندية فيهم؟
    أستاذ باحث بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط



      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 21:04