حقيقة واقع العمل في الوسط القروي
إن رقي الحضارة في أية دولة ، تقاس بثلاثة مقاييس ، لأجل معرفة مدى المواكبة الفعلية لكل تطور. والمقاييس الثلاثة هي على الشكل الآتي : /1/+ المقياس الأول : التعليم .
- التعليم ويعني مدى نجاح المنظومة التربوية التعليمية ، ومساهمتها في بناء الشباب ، البناء المبني علي العلم ، والتحصيل المواكب لسوق الشغل .
/2/+ المقياس الثاني : الصحة .
- ويعني أن وصاية الدولة ، في التغطية الصحية ، قائمة بشكل يلبي جميع متطلباتها ، من بنية تحتية ، وطواقم طبية لجميع التخصصات ، ومستحضرات وأدوية في متناول الجميع .
/3/+ المقياس الثالث : الخدمات .
ويعني تقريب الإدارة بجميع مرافقها من المواطنين . بمعنى أن أي مواطن يريد أية وثيقة إدارية ، فلا بد من تسهيل هذه الخدمات له ، مادام يتمتع بحقوق المواطنة .
ولأن مربط الفرس في هذه المقاييس الثلاثة ، هو التعليم ، فلابد والحالة هذه ، من وقفة تليق بهذا الملف . فالتعليم في المغرب قطع أشواطاً كثيرة ، الهدف منها هو إصلاح منظومتنا التعليمية ، بحيث تكون مواكبة لكل جديد ، لاسيما والعالم يعيش ألفيته الثالثة ، في ظل التطور التكنولوجي / الرقمي . الذي يؤكد فعلا أن العالم أصبح قرية صغيرة .
فمنذ بزوغ شمس الإستقلال ( 1956 ) ، والتعليم قد قطع مراحل جد كثيرة ، من خلال كل الحكومات التي توالت على الشأن التعليمي ، فكم من برامج طبقت ؟ وكم من أموال صرفت ؟ وكم من برامج للتكوين طُبقت ؟
الحصيلة التي لا يجب أن لا نخفيها بالغربال ، وهي أن إصلاح ونجاح ، المنظومة التعليمية ، هي من إصلاح أحوال الشغيلة التعليمية ، المالية والإقتصادية . وتبقى شغيلة العالم القروي ، هي أحق بهذا الإهتمام .
فالأستاذ في البادية ، معاناته لا تنتهي ، بل هي معانات متواصلة :
- معاناة مع الوسط الذي يعمل فيه .
- معاناة مع وسائل النقل غير المتوفرة .
- معاناة مع التلاميذ الذين لم يسبق لهم أن استفادوا من التعليم الأولي .
- معاناة مع الوسائل الديداكتيكية المساعدة التي هي أصلا غير موجودة .
- معاناة مع الطريق التي تؤدي إلى المدرسة ، غير موجودة .
- معاناة ………إلخ .
فحتى كلمة مجموعة مدارس ، فسرها بعض اللطفاء كالتالي :
م/م تعني معلم ماعتدوش .
م/م تعني معلم ما فحالوش .
م/م تعني معلم مامرتاح والو .
م/م تعني معلم مكرفس .
قد قيل في أكثر من مناسبة ، بأن الشغيلة التعليمية ، التي تعمل في الوسط القروي ، ستصرف لها تعويضات مالية . وذلك من أجل التحفيز ، والعطاء أكثر . لكن مجموعة من رجال ونساء التعليم تتسائل عن المقاييس ، والمعايير التي ستعتمد لصرف هذه المستحقات .
فهل كل من يعمل في البادية له الحق في الإستفادة ؟ أم أن الزيادة ستخضع لواقع ومنطق المسافة الكيلوميترية ؟
على كل حال الأيام القادمة هي من ستجيب على هكذا سؤال . وفي انتظار ذلك نقول لهؤلاء الأساتذة :
مزيدا من الصبر …….مزيدا من الإخلاص والتفاني في العمل ……مزيدا من العطاء اللامحدود ، في سبيل بناء مغرب ليس بين صفوف مواطنيه من لا يعرف أبجديات القراءة والكتابة .
عبد اللطيف لغزال