استكمالا لسلسلة من الدروس والمحاضرات ؛ التي كانت تلقى بفضاء الجامعة الوطنية لموظفي التعليم ، والتي يشرف عليها المكتب المحلي ؛ استعدادا للإمتحانات المهنية – دورة أكتوبر 2010– استأنفت يومه الإثنين 18 أكتوبر 2010 الحصة ما قبل الأخيرة من سلسلة هذه الدروس .
موضوع اليوم عنوانه : تفعيل تنشيط الحياة المدرسية ؛ من إعداد وإلقاء الأستاذ : السعيد ابيى، استاذ بمجموعة مدارس الوناسدة ، فقاعة العرض كانت مملوءة عن آخرها ؛ بحيث لم تستوعب الكم الكثير من السيدات والسادة الأساتذة ، بل منهم من تابع المحاضرة واقفا على رجليه ، ومنهم من كان جالسا خارج قاعة العرض ، وهذا يؤكد بالواضح وبالملموس أيضا ما لهذه العروض من أثر نفعي معرفي وعلمي لكل من واظب على الحضورمنذ الدورة التكوينية الأولى وإلى غاية الدورة الحالية وترتيبها – الخامسة - .
فبعد الإفتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم ، انطلق الأستاذ المحاضر الأخ السعيد ابيى في إلقاء عرضه ، بحيث انطلق من شرح المفاهيم التي تضمنها عنوان المحاضرة ، فتكلم عن ماهية :
- أ – التفعيل :
ويعني أن تكون المدرسة فعالة ومبدعة وخلاقة ومبتكرة ، وأن لا تكتفي بالتلقين والتعليم ، بل لابد الإبتكار والإنتاج .
- ب – التنشيط :
وهو جعل الفعل الإيجابي ، الذي يساهم في تحريك المتعلم وتحرير طاقاته الذهنية والوجدانية والحس / حركية ، مثل المسؤولية ذات الطابع التربوي .
- ج – الحياة المدرسية :
فالمدرسة أولا وأخيرا هي مؤسسة اجتماعية وتربوية صغرى ضمن المجتمع الأكبر ، فهي تقوم تربية النشىء وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع ، كما أنها أداة تواصل تصل الماضي بالحاضر والمستقبل ؛ فهي التي تنقل للأجيال الجديدة تجارب ومعارف الآخرين ؛ و أنها أداة للحفاظ على الهوية والتراث .
كما أن الحياة المدرسية ، يقول الأستاذ السعيد ابيى يمكن أن ننظر إليها من زاويتين متكاملتين ومتميزتين :
- أولا باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي .
- ثانيا هي حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يعيشونها أفرادا وجماعات داخل نسق عام منظم .
لكن المفهوم الحقيقي للحياة المدرسية : هي مؤسسة المواطنة والديموقراطية والحداثة والإندماج الإجتماعي ؛ والإبتعاد كليا عن الإنحراف والتطرف ، فهي سمة الحداثة والجودة والتواصل والشراكة والإبداع والخلق ، يشارك فيها كل المتدخلين والفاعلين .
" مقومات الحياة المدرسية " :
- هي فضاء المواطنة والديموقراطية وحقوق الإنسان .
- هي مدرسة السعادة والأمان والتحرر والإبداع .
- هي تمثيل لبداغوجيا الكفايات والمجزوءات .
- هي تحقيق الجودة من خلال إرساء شراكات حقيقية أي فلسفة المشاريع .
- هي انفتاح المؤسسة على محيطها الإجتماعي والثقافي والإقتصادي .
- المدرسة هي مجتمع مصغر من العلاقات الإنسانية والتفاعلات الإيجابية .
" أنشطة الحياة المدرسية " :
فهي جميع الأنشطة التي يقوم بها المتعلم مثل :
- الأنشطة الصفية :
وهي أنشطة موزعة حسب المواد الدراسية .
- الأنشطة المندمجة :
وهي أنشطة تتكامل مع سابقتها – الصفية – بفضل مقاربة التدريس بالكفايات ، وفيها نجد :
// - أنشطة التفتح .
// - أنشطة الدعم .
// - أنشطة التوجيه التربوي .
" آلية تفعيل أنشطة الحياة المدرسية " :
وتقوم أساسا على :
- المشروع الفردي للمتعلم .
- مشروع القسم .
- مشروع النادي التربوي .
- المشروع الرياضي للمؤسسة .
" غايات فلسفة الحياة المدرسية " :
· إعمال الفكر والقدرة على الفهم .
· التربية على الممارسة الديموقراطية وتكريس النهج الحداثي .
· النمو المتوازن عقليا ونفسيا ووجدانيا .
· تكريس المظاهر السلوكية الإيجابية .
· جعل المدرسة فضاءا خصبا يساعد على تفجير الطاقات .
وفي الختام أكد الأستاذ السعيد ابيى على أن المدرسة اليوم لم تعد فضاءا للتعليم والتلقين معزولة عن المجتمع بل صارت مدرسة الحياة وفضاء للسعادة والأمان ، يشعرفيها المتعلم بالدفء والحميمية وشاعرية الإنتماء .
إن مدرسة الحياة لهي مدرسة المواطنة والإبداع والمشاركة والتنشيط والتفاعل البناء والإيجابي من كل المتدخلين في الحياة المدرسية ؛ من فاعلين تربويين وشركاء المدرسة الإقتصاديين والإجتماعيين وكل فعاليات المجتمع المدني .
في الأخير ؛ وكالعادة فتح باب النقاش بين الأستاذ المحاضر والسيدات والسادة الأساتذة حول العرض ، الذي أجمع الحاضرون أهميته .