متى يحظى المحيط الخارجي لثانوية الإدريسي التقنية بأكادير بالتفاتة المجلس البلدي للمدينة•••؟
الزائر لثانوية الادريسي التقنية بأكادير اليوم، يجدها تتربع على عرش التعليم التقني بالجهة، ويجدها كأجمل ما تكون الثانوية، فهذه فضاءات خضراء منتشرة، وهذه ممرات معبدة ممتدة، وهذه قاعات دراسة تفتح نفس التلميذ للتعليم والتحصيل• وهذه مكاتب ادارية مجهزة خير تجهيز، تمنح الاطار الاداري المصداقية والاحترام، وهذه ادارة شابة، تتوقد حيوية ونشاطا، مؤمنة بجدوى الرسالة التربوية التي تنهض بها، وهؤلاء أساتذة أكفاء يؤدون واجبهم بدون عناء، وهؤلاء تلاميذ منصرفون الى دراستهم في جد ونشاط• فإذا كانت هذه بعض معالم الثانوية المذكورة من الداخل، فهل يتوفر محيطها الخارجي على بعض الملامح الإيجابية التي ينعم به داخلها••؟ وهل ينسجم المحيط الخارجي مع الواقع الداخلي لهذه المؤسسة التربوية••؟ أذكر ذات سبت، منذ أكثر من أربع سنوات مرت حينما كنت أشغل منصب حارس عام للخارجية بالثانوية المعنية، الزيارة المشكورة للسيد رئيس المجلس البلدي للمدينة•• حيث حضر متفقدا محيط الثانوية الخارجي، ملاحظا تراكم الأزبال في جانب من جوانبها، وما أن هم بالانصراف من باب المؤسسة، حتى فوجئ، بركام من الأثربة والحجارة، شبيه بالتلال أو الهضاب أمام باب الثانوية مباشرة، تبين بعد لحظة، إنها نتاج تفريغ الشحنات لحمولاتها•• وما أن هم بركوب سيارته، حتى عاين شاحنة، تقصد المكان، لتتخلص من حمولتها، فأسرع اليها مستوقفا السائق، مستنجدا بالمصالح المختصة من أجل القيام بالإجراءات اللازمة في الموضوع•• استبشرت الثانوية خيرا بالزيارة، وانتظرت منذ ذلك الحين، ساعة التلخص من هذا الركام الهائل، المنتصب أمام باب الثانوية، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق• لا يخفى على المجلس الأضرار الناجمة عن تراكم هذا الكم الهائل من الأتربة والحجارة، أمام المؤسسة، ولا يغيب عنه حجم التلوث البيئي الذي يشكله، خاصة عند ما تهب الرياح والعواصف محملة بالغبار المتطاير هنا وهناك• حيث تقذف به في وجوه المارة• فلا ينجو من عنته رجال التعليم، أو التلاميذ، أو الآباء• ولا يسلم من معاناته الغادون ولا الرائحون• بل إن مرافق المؤسسة لا تسلم من بوائقه ومخلفاته وسمومه••• بالاضافة الى هذا التلوث، الذي ظلت الثانوية مرتعا له• هناك هذا التشويه للمحيط الخارجي للمؤسسة• والذي يتناقض والجو التربوي، الذي تسعى الثانوية لغرسه في الناشئة•• لقد مضى على هذه الوضعية أكثر من أربع سنوات، ومازالت الثانوية تنتظره• من يخلص محيطها الخارجي، من هذه التشوهات، فهل يلتفت المجلس البلدي، الى هذه الوضعية الشاذة، وهل يتحرك المجلس المذكور، في إطار الإصلاحات الكبرى الجارية لانقاذ الثانوية مما ترسف فيه من تلوث بيئي يشوه المحيط التربوي للمؤسسة•،؟ وهل تمضي جهود المجلس بعيدا في هذا المسار، لتشمل الطريق والساحة الأمامية للمؤسسة، بما حظيت به أزقة المدينة وشوارعها، من أعمال الصيانة والتعبيد••؟ فقد أهمل هذا المدخل لسنوات، ولم تلتفت اليه المجالس السابقة، ولا اللاحقة، ولم يعتن به منذ شقه• فبقي مهملا، غير معبد الى اليوم• لقد سبق لنا أن نبهنا الى ضرورة إيلاء المحيط الخارجي للمؤسسة التربوية، ما يستحقه من رعاية واهتمام، من خلال مقالنا المنشور بجريدة بيان اليوم بتاريخ 2009/03/31، حيث ركزنا فيه على ما ينتشر بهذا المحيط من الأدوات المساعدة على الانحراف، مثل، قاعات الألعاب، التي تشكل منطلقا لشتى أصناف الانحرافات• من ترويج السجائر الى ترويج المخدرات•• ولا يقل انتشار المقاهي، بمحيط المؤسسات التعليمية خطرا من قاعات الألعاب• وقد استمر التلاميذ والتلميذات الجلوس بها، فشغلتهم عن الدرس والتحصيل، وزينت لهم التأخر والهدر المدرسي•• أرجو أن تتكامل الجهود، ويتم التنسيق بين جميع الإدارات والهيئات المعنية بسلامة المجتمع، والمحيط التربوي خصوصا، لتثمر المواقف• ويتم النهوض بالتعليم، والوطن•• كما أرجو أن ينظر الى هذه الملاحظة، في إطارها الهادف الصحيح، الرامي الى مواصلة الإصلاح والبناء، واستكمال النهضة، ولن يتأتى ذلك إلا بإيلاء المؤسسة التربوية، في كل جوانبها، ما تستحق من عناية واهتمام•
بيان اليوم
16/10/2009