الرئيسية
أحدث الصور
لماذا التفلسف؟ 
يمدنا تاريخ الفلسفة بجملة من التعاريف لمفهوم الفلسفة، والناظر في هذه التعاريف يتملكه العجب،
وتنتابه حيرة منشأهما تعدد بل تضارب هذه التعاريف، مما جعل مسألة إيجاد تعريف جامع مانع مطلبا مستعصيا
الفلسفة » وبعيد المنال. غير أنه في رحمة هذه التعريف المتضاربة يمكن أن نستأنس بتعريف يبدو شاسعا مبناه أن
بيد أن هذا التعريف يبدو ملتبسا وغامضا، .« ضرب من ضروب التفكير البشري، وشكل من أشكال المعرفة
حيث لا يقيم حدودا فاصلة بين ما هو فلسفي وما هو غير فلسفي. من هنا تنبثق الاستفهامات التالية: ما طبيعة
المعرفة الفلسفية؟ وما هي بعض أهم اقتضاءات فعل التفلسف؟ وبعبارة أخرى لماذا التفلسف؟
أ- الدهشة قوام الفكر الفلسفي: نص: "الدهشة الفلسفية"، آرثر شوبنهاور
تحفل موضوعة الفلسفة بجملة من القضايا الإشكالية، من أهمها مسألة تحديد ماهية الفلسفة وبيان
مقتضياتها الأساسية، ولقد صيغت بصدد هذا الإشكال المرآزي ثلة من الأطروحات أو المواقف، من أهمها
1788 م – 1860 م) الذي أآد على ) Arthur Schopenhauer أطروحة الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور
مصادرة أساسية تجعل من الدهشة الفلسفية شرطا ضروريا ومستلزما أساسيا لامتلاك الروح الفلسفية.
يطرح هذا النص إحدى القضايا الإشكالية التي يثيرها الخطاب الفلسفي، يتعلق الأمر هنا بمعضلة طبيعة
المعرفة الفلسفية، ويتفرد هذا النص باستلهام دعوى أساسية تقوم على القول بأن الدهشة هي المصدر الأساسي
لكل ممارسة فلسفية. وتأسيسا على ذلك تنبثق الاستفهامات التالية: آيف تكون الدهشة القوام الرئيسي لكل خطاب
فلسفي؟ وما معنى الدهشة الفلسفية؟ وما هي مستلزماتها؟
تعتبر الدهشة من اختصاص الإنسان بحيث لا تتوفر عليها باقي الكائنات، والفلسفة وليدة الدهشة،
والاندهاش هو أصل الميتافيزيقا والباعث على ممارسة التفلسف، وهذا ما يعني أن الإنسان آائن مندهش لأنه في
الأصل حيوان ميتافيزيقي. ومرجع هذا الاقتران بين الدهشة والتفلسف هو أن الإنسان -في منظور شوبنهاور-
حيوان ميتافيزيقي، وإذا صح هذا القول، صح معه أن العلاقة الاقترانية بين الممارسة الفلسفية وبين القدرة على
الاندهاش هي علاقة تلازمية وجدلية، بل اضطرادية بين درجة العقل ودرجة الاندهاش: فكلما تدنَّت قدرات
الإنسان العقلية آلما غابت عملية الاندهاش لديه، والعكس بالعكس. وبيان ذلك أن القدرة على التفلسف مشروطة
بالقدرة على الاندهاش. آما أن ممارسة التفكير الاستفهامي عن علل الأشياء دُرب مؤدية حتما إلى الاندهاش
الفلسفي. غير أن الدهشة الفلسفية آما ينبه إلى ذلك شوبنهاور ليست بالعمل الميسور، بل هي تفترض في الناظر
المتأمل شرطين إلزاميين: مضمون الأول هو اشتراط النضج الفكري، وإحراز مرتبة من الارتقاء العقلي، ومبنى
الثاني هو إدراك التمظهرات المأساوية التي تحفل بها آينونة البشر، والوعي بالطابع المأساوي والتراجيدي في
الحياة الإنسانية "فلا فلسفة بدون ألم" ومن هنا القول بالبعد التشاؤمي في فلسفة شوبنهاور.
لكن تجدر الإشارة إلى وجود فارق جوهري بين الدهشة الفلسفية والدهشة العلمية، فإذا آان موضوع
الدهشة العلمية هو الوقائع الناذرة والمختارة وهدفها هو تفسير ظاهرة بظاهرة أخرى معروفة أآثر, فإن موضوع
الدهشة الفلسفية هو الوقائع والأحداث البديهية والاعتيادية، وهدفها البحث عن الأسباب الأولى والعلل القصوى
الكامنة وراءها.
الدهشة العامية
الدهشة العلمية
الدهشة الفلسفية
الموضوع
الظواهر الغريبة والنادرة
الظواهر النادرة المختارة
الظواهر الاعتيادية (الموت- ..)
الكيفية
التسليم والاندهاش
أدوات البحث التجريبي
التأمل+ النظر العقلي+ التساؤل
النتيجة
نتيجة سلبية: عدم السعي نحو البحث الفعال عن الأجوبة
نظريات وحقائق وتفسيرات علمية
منظورات فلسفية
مجزوءة الفلسفة ذ: محمد بنعوفير (ثانوية الحسن الثاني التأهيلية)
2
إذن يقرر شوبنهاور مسلمة أساسية مفادها أن الدهشة هي الشرط الأساسي لامتلاك الروح الفلسفية
باعتبار أن الدهشة تتحدد تاريخيا آأصل الميتافزيقا، ومن جهة ثانية يقرر شوبنهاور أن التفكير العميق في
ظواهر الوجود هو الباعث على الدهشة، من ثمة علاقة الفلسفة بالدهشة هي علاقة تلازم.[i]
يمدنا تاريخ الفلسفة بجملة من التعاريف لمفهوم الفلسفة، والناظر في هذه التعاريف يتملكه العجب،
وتنتابه حيرة منشأهما تعدد بل تضارب هذه التعاريف، مما جعل مسألة إيجاد تعريف جامع مانع مطلبا مستعصيا
الفلسفة » وبعيد المنال. غير أنه في رحمة هذه التعريف المتضاربة يمكن أن نستأنس بتعريف يبدو شاسعا مبناه أن
بيد أن هذا التعريف يبدو ملتبسا وغامضا، .« ضرب من ضروب التفكير البشري، وشكل من أشكال المعرفة
حيث لا يقيم حدودا فاصلة بين ما هو فلسفي وما هو غير فلسفي. من هنا تنبثق الاستفهامات التالية: ما طبيعة
المعرفة الفلسفية؟ وما هي بعض أهم اقتضاءات فعل التفلسف؟ وبعبارة أخرى لماذا التفلسف؟
أ- الدهشة قوام الفكر الفلسفي: نص: "الدهشة الفلسفية"، آرثر شوبنهاور
تحفل موضوعة الفلسفة بجملة من القضايا الإشكالية، من أهمها مسألة تحديد ماهية الفلسفة وبيان
مقتضياتها الأساسية، ولقد صيغت بصدد هذا الإشكال المرآزي ثلة من الأطروحات أو المواقف، من أهمها
1788 م – 1860 م) الذي أآد على ) Arthur Schopenhauer أطروحة الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور
مصادرة أساسية تجعل من الدهشة الفلسفية شرطا ضروريا ومستلزما أساسيا لامتلاك الروح الفلسفية.
يطرح هذا النص إحدى القضايا الإشكالية التي يثيرها الخطاب الفلسفي، يتعلق الأمر هنا بمعضلة طبيعة
المعرفة الفلسفية، ويتفرد هذا النص باستلهام دعوى أساسية تقوم على القول بأن الدهشة هي المصدر الأساسي
لكل ممارسة فلسفية. وتأسيسا على ذلك تنبثق الاستفهامات التالية: آيف تكون الدهشة القوام الرئيسي لكل خطاب
فلسفي؟ وما معنى الدهشة الفلسفية؟ وما هي مستلزماتها؟
تعتبر الدهشة من اختصاص الإنسان بحيث لا تتوفر عليها باقي الكائنات، والفلسفة وليدة الدهشة،
والاندهاش هو أصل الميتافيزيقا والباعث على ممارسة التفلسف، وهذا ما يعني أن الإنسان آائن مندهش لأنه في
الأصل حيوان ميتافيزيقي. ومرجع هذا الاقتران بين الدهشة والتفلسف هو أن الإنسان -في منظور شوبنهاور-
حيوان ميتافيزيقي، وإذا صح هذا القول، صح معه أن العلاقة الاقترانية بين الممارسة الفلسفية وبين القدرة على
الاندهاش هي علاقة تلازمية وجدلية، بل اضطرادية بين درجة العقل ودرجة الاندهاش: فكلما تدنَّت قدرات
الإنسان العقلية آلما غابت عملية الاندهاش لديه، والعكس بالعكس. وبيان ذلك أن القدرة على التفلسف مشروطة
بالقدرة على الاندهاش. آما أن ممارسة التفكير الاستفهامي عن علل الأشياء دُرب مؤدية حتما إلى الاندهاش
الفلسفي. غير أن الدهشة الفلسفية آما ينبه إلى ذلك شوبنهاور ليست بالعمل الميسور، بل هي تفترض في الناظر
المتأمل شرطين إلزاميين: مضمون الأول هو اشتراط النضج الفكري، وإحراز مرتبة من الارتقاء العقلي، ومبنى
الثاني هو إدراك التمظهرات المأساوية التي تحفل بها آينونة البشر، والوعي بالطابع المأساوي والتراجيدي في
الحياة الإنسانية "فلا فلسفة بدون ألم" ومن هنا القول بالبعد التشاؤمي في فلسفة شوبنهاور.
لكن تجدر الإشارة إلى وجود فارق جوهري بين الدهشة الفلسفية والدهشة العلمية، فإذا آان موضوع
الدهشة العلمية هو الوقائع الناذرة والمختارة وهدفها هو تفسير ظاهرة بظاهرة أخرى معروفة أآثر, فإن موضوع
الدهشة الفلسفية هو الوقائع والأحداث البديهية والاعتيادية، وهدفها البحث عن الأسباب الأولى والعلل القصوى
الكامنة وراءها.
الدهشة العامية
الدهشة العلمية
الدهشة الفلسفية
الموضوع
الظواهر الغريبة والنادرة
الظواهر النادرة المختارة
الظواهر الاعتيادية (الموت- ..)
الكيفية
التسليم والاندهاش
أدوات البحث التجريبي
التأمل+ النظر العقلي+ التساؤل
النتيجة
نتيجة سلبية: عدم السعي نحو البحث الفعال عن الأجوبة
نظريات وحقائق وتفسيرات علمية
منظورات فلسفية
مجزوءة الفلسفة ذ: محمد بنعوفير (ثانوية الحسن الثاني التأهيلية)
2
إذن يقرر شوبنهاور مسلمة أساسية مفادها أن الدهشة هي الشرط الأساسي لامتلاك الروح الفلسفية
باعتبار أن الدهشة تتحدد تاريخيا آأصل الميتافزيقا، ومن جهة ثانية يقرر شوبنهاور أن التفكير العميق في
ظواهر الوجود هو الباعث على الدهشة، من ثمة علاقة الفلسفة بالدهشة هي علاقة تلازم.[i]
